نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 65
واقع خارجي . ( 1 ) يلاحظ عليه أولا : بما ذكرنا في الفصل السابع من أن حسن العدل وقبح الظلم ليسا من القضايا التي لا واقعية لها إلا الشهرة كما زعم ، بل لها واقعية ، لكن بالمعنى الذي عرفت من أن الإنسان إذا عرض القضيتين على البعد الملكوتي يجد بينهما كمال الملائمة والمنافرة فيرغب إلى إحداهما وينزجر عن الأخرى . كما وقفت أيضا على أن العقل النظري والعملي ليسا إلا مظاهر لقوة واحدة ، وإنما الاختلاف فيما يدرك كما أوضحناه سابقا . وثانيا : أن كلام المستدل ناظر إلى رد الدليل الأول للمثبتين ، وأنه لو كان الحسن والقبح من الأمور البديهية يجب أن يقعا في عداد سائر البديهيات دون أي اختلاف . فالإجابة عنه من خلال بيان الفوارق بين القضايا - كما عرفت - نوع تسليم للإشكال وترسيخ له . الدليل الثاني : الكذب النافع ليس بقبيح لو كان الكذب قبيحا ، لكان الكذب المفضي إلى تخليص النبي من يد ظالم قبيحا أيضا ، والتالي باطل ، لأنه يحسن تخليص النبي من يد أعدائه ، فالمقدم مثله . هذا حسب تقرير العلامة الحلي ، وقرره الفاضل القوشجي بنحو آخر ، وهو : لو كانا عقليين لما حسن القبيح ولما قبح الحسن ، والتالي باطل ، فإن الكذب قد يحسن والصدق قد يقبح إذا تضمن الكذب إنقاذ نبي من الهلاك ، والصدق إهلاكه . ( 2 )
1 - أصول الفقه : 1 / 231 . 2 - شرح التجريد : 442 .
65
نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 65