نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 33
الفصل السادس العقل العملي من مقولة الإدراك تنقسم الحكمة لدى الحكماء منذ عهد مبكر إلى حكمة نظرية وحكمة عملية ، وهذا التقسيم بمعنى تقسيم إدراك الإنسان باعتبار متعلقه ، فلو تعلق الإدراك بما من شأنه أن يعلم كقولنا : الله موجود ، فهو حكمة نظرية ، ولو تعلق بما من شأنه أن يعمل فهو حكمة عملية ، فالحكمتان : النظرية والعملية كلاهما من مقولة الإدراك وإنما الاختلاف في المتعلق ، هذا هو المعروف عند الفلاسفة ، وهذا هو الظاهر من المعلم الأول حيث يقول : النظرية هي التي بها يحوز الإنسان علم ما من شأنه أن يعلمه إنسان ، والعملية هي التي يعرف ما شأنه أن يعمله الإنسان بإرادته . ( 1 ) والعبارة صريحة في أن الحكمة العملية من مقولة الإدراك . وقد تبعه الشيخ الرئيس في " الإشارات " وجعل الحكمة العملية من مقولة الإدراك لا مبدأ للتحريك والعمل ، وقال : فمن قواها ما لها بحسب حاجتها إلى تدبير البدن ، وهي القوة التي تختص باسم العقل العملي ، وهي التي تستنبط الواجب فيما يجب أن يفعل من الأمور الإنسانية ، جزئية ليتوصل به إلى أغراض اختيارية من مقدمات أولية وذائعة وتجربية ، وباستعانة بالعقل النظري في الرأي الكلي إلى أن ينتقل به إلى الجزئي . ( 2 )
1 - شرح منظومة السبزواري : 310 . 2 - شرح الإشارات : 2 / 352 .
33
نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 33