نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 32
والنقص في المقام خارج عن إطار البحث ، ولأجل ذلك لما طرحنا ذلك المثال صححناه بقولنا : فكل فعل يقع في طريق تحصيل ذلك الكمال أو يقع في طريق هذه فهو حسن أو قبيح ، كما أن طرح ملائمة الغرض ومنافرته أو المصلحة والمفسدة إطالة في البحث ، لما عرفت من أن الغرض الباعث لطرح هذه المسألة هو التعرف على أفعاله سبحانه دون أفعال الإنسان ، ولو دخل الثاني فإنما دخل استطرادا ، ومن الواضح بمكان أن فعله سبحانه خارج عن إطار المصلحة والمفسدة . وإن كان تشريعه للعباد غير خال عنهما لكن الكلام في فعله التكويني كتعذيب البرئ . ومنه يظهر ضعف الملاك الثالث وهو تفسيرهما بما يقتضي المدح والذم والثواب والعقاب ، ولما رأى أن فعله سبحانه فوق إطار الثواب والعقاب حذفهما في فعله وأثبتهما في فعل الإنسان ، وهذا مما يعرب عن أن القوم لما ضاق عليهم الخناق مالوا يمينا وشمالا لتكثير ملاكات الحسن والقبح والاعتراف ببعض الصور وإنكار بعضها الآخر ، مع أنه ليس للبحث إلا ملاك واحد وهو الذي عرفت . أعني : موافقة الفعل للطبع العلوي أو مناقرته معه التي ربما يستعقب المدح أو الذم عند العقلاء ولكن ليس المدح أو الذم ملاكا لهما . وسيوافيك نقد كلامه تفصيلا في المستقبل ( 1 ) .
1 - لاحظ : ص 50 - 51 .
32
نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 32