responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 129


غافلون ) * ( 1 ) والمراد من قوله : * ( بظلم ) * أي بقبيح فعلهم ، فلو كان حكم العقل بقبح الظلم ملازما لعقابه سبحانه لما صح مضمون الآية الذي يعلق العقاب على بيانه .
يلاحظ عليه : أن النزاع ليس بين حسن الأشياء وترتب الثواب ، ولا قبح الشئ وترتب العقاب ، بل النزاع بين حسن الشئ وبعث الشارع إليه ، وقبح الشئ وزجر الشارع عنه ، وأما الثواب والعقاب فربما لا يترتبان حتى على الحكم الشرعي المستفاد من الكتاب والسنة بناء على أن الثواب من باب التفضل لا الاستحقاق .
وأما عدم عقابه سبحانه لأهل القرى فإنما لغفلتهم وإلا لعمهم العذاب ، فلا يكون دليلا على نفي العقاب فيمن خالف حكم العقل ، وهو غير غافل .
وبذلك يعلم الجواب عن الاستدلال ببعض الآيات التي تعلق العذاب على مجيئ النذير ، بزعم أنه لو كان حكم العقل كافيا في العقاب لما صح هذا التعليق ، وقد عرفت أن النزاع ليس بين الحسن وترتب الثواب ، والقبح وترتب العقاب حتى يعد عدم ترتب العقاب فيما يدرك العقل قبحه دليلا على عدم الملازمة لما عرفت من أن الثواب والعقاب أمران مستقلان ، فمن قال بالاستحقاق يقول بترتبهما على الحسن والقبح ، ومن قال بالتفضل في الثواب لا يقول بالترتب . وإن محط النزاع بين إدراك الحسن والبعث وإدراك القبح والزجر .
وبالجملة فكلام الزركشي لا يخلو من خلط .
2 . دليل صاحب الوافية على نفي الملازمة إن الفاضل التوني ( المتوفى 1070 ه‌ ) صاحب الوافية ممن قال بالتحسين


1 - الأنعام : 131 .

129

نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 129
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست