نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 114
فهذه الواجبات الثلاثة عند الإلهي ، ليست في وضوح " العدل حسن " أو " اعمل لتعيش " ، ولذلك يستدل عليها الإلهيون ويوضحونها بالبراهين . ومن هنا يظهر أن الفرائض الأخلاقية والاجتماعية والسياسية إما واضحة بالذات ، يحكم العقل فيها بالوجوب والتحريم استقلالا ، وإما قضايا نظرية تنتهي إلى البديهية . إذا عرفت ذلك فلنرجع إلى ما نحن فيه من تأثير القضايا النظرية في العملية على وجه المقتضي . إن الحكمة النظرية لها دور في تعيين الصغرى ، وأما الحكمة العملية التي تكون بمنزلة الكبرى فهي إما واضحة بالذات أو منتهية إليها ، ولنوضح ذلك بمثال : الله هو المنعم . وكل منعم يجب شكره . فنستنتج : الله يجب شكره . فالنتيجة حكمة عملية ، متوقفة على صغرى وكبرى ، ولا يمكن الاستنتاج بواحدة منهما . لكن الصغرى تعين الموضوع وتثبت بأن ما سوى الله فيض من فيوضه سبحانه ، إذ هو معطي الوجود ومفيضه ، ومعلوم أن الصغرى لا تتضمن حكما عمليا ، وإنما توحي إلى أن ما في الكون ينتهي إلى الله وهو المنعم . وأما الكبرى فهي التي تفرض الشكر على الإنسان ، فهي ليست مستنتجة من نفس الصغرى ، بل مستنتجة من براهين سابقة عليها واضحة للعقل ، فإذا ضمت إلى الصغرى نستنتج حكما عمليا جزئيا .
114
نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 114