نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 115
وبذلك يتضح أن الصلة بين الحكمتين صلة الاقتضاء ، فليس بإمكاننا أن نغض النظر عن تلك الصلة ، لأن الكبرى لوحدها لا تنتج ما لم تنضم إليها الصغرى ، كما أنه ليس لنا أن نقول بأن الكبرى والنتيجة مترشحتان من الصغرى ، فتكون الصلة بين الحكمتين بنحو الاقتضاء لا العلية التامة . ولمزيد من التوضيح نعطف نظر القارئ الكريم إلى هذين المثالين : أ . هجوم العدو بلاء . وكل بلاء يجب الصبر عنده . فنستنتج : أن هجوم العدو يجب الصبر عنده . ترى أن النتيجة صادقة ، وللصغرى دور تعيين الموضوع ، والكبرى صادقة تدعمه سائر القضايا العملية والصلة بين الكبرى والنتيجة وبين الصغرى صلة الاقتضاء . ب . الإنسان مختلف الأعراق . وكل مختلف الأعراق يجب أن يكون مختلف الحقوق . فالإنسان يجب أن يكون مختلف الحقوق . فالنتيجة باطلة ، وما هذا إلا لأن الكبرى غير واضحة بالذات ولا مدعمة بسائر القضايا ، ولو كانت الكبرى وليدة الصغرى كما يزعمه " ديفيد هيوم " يجب أن تكون النتيجة صادقة ، لأن الصغرى صادقة بالذات . سؤال وإجابة ربما يتبادر في بدء النظر عن بعض الآيات أن كلامه سبحانه على نحو يشعر بانتقال الإنسان إلى الحكمة العملية عن طريق الحكمة النظرية على وجه
115
نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 115