وعن هشام بن الحكم إنّه قال سألت الإمام الصادق ( ع ) عن خمسمائة مسألة من مشكلات المسائل الكلامية ، فأجاب عنها جميعاً فقلت جُعِلْتُ فِداك يجب في الإمام العلم بالفرائض والأحكام ، فأخبرني هل يجب عليه الإحاطة بغيرها من سائر العلوم عقلية أو نقلية ، فقال الإمام ( ع ) : أتظنّ يا هشام بأنّ الله تعالى يعيّن للناس إماماً وحجّة وهو لا يعلم جميع ما تحتاج الخلق إليه من العلوم التي من جملتها الإحاطة بجميع علوم الأنبياء والكتب المنزلة وجميع ما في القرآن وجميع التفاسير والتأويلات . وفي العيون إنّ أخبار اليهود والزنادقة وجميع فرق الأديان الباطلة تأتي الإمام الرضا ( ع ) في شبهاتهم يسألونه أفواجاً أفواجاً ويمتحنونه ، وهو ( ع ) يفلجهم ، وكلّ ذلك كان بتحريك المأمون ، وكذا في عصر سائر الأئمة خصوصاً الصادقَين ( ع ) ، ولولا وجود الأئمة ( ع ) لم يبق للدين أثر ، وقد تضمن حديث الجاثليق إنّ إفحام ذوي الأديان الباطلة من المناظرين والملل الفاسدة يتوقف على الإخبار عن الأمور الغيبية وآثار السماوات والأرضين التي لم تعلّم للبشر والكتب السماوية المنزّلة بلغاتها المختلفة ، ولابدّ أن يعلم ذلك الإمام ، فإذاً أيّ عزّة فوق هذه العزّة ، وهذا المعنى كان مستداماً إلى زمان الغيبة الكبرى ، وبعد ما استغنى عن دفع الشبه في العقائد والمسائل الكلامية غاب الإمام ( ع ) عن نظر الناس ، ولكن نفعه العام وفيوضاته على الأنام آناً فآناً تتزايد وتعمّ الناس من حيث لا يشعرون ، ولم يَرِد على الدين مشكل أخر