فلا جَرَمَ أن يكون المراد من الأخبار أما ما نطقت به أهل السنّة في تفسيرها أو إنّها من المتشابهات التي لا يُفهَم المرادُ منها . لأنا نقول إنّ أمر الدين بسبب حضور الأئمة وبياناتهم الكافية الشافية كان محكماً لا ينوشه ضيم ولا رضنه ، وإنّهم ( ( ) فتحوا لنا باب قطع جميع الفرق ، وردّ تشكيكاتهم ودفع شبهاتهم فلا يتم النقض بزمان الغيبة الكبرى ، لأنّ وضوح أمر الدين سدّ باب المناظرة والمباحثة ، وعلى فرض عدم السدّ ، فقد فتحوا الباب للعلماء وأرشدوهم إلى سبيل قطع الشبهات بالعقل والنقل ، فلا يستظهر المخالف لهم عليهم أبداً ، فيدفعوا منكر الربوبية ببراهينها ، ومنكر النبوة بالمعجزات ، ويقطع منكرها بما أجاب الإمام الصادق ( ع ) لحبرٍ من أحبار اليهود ، فإنّه نقض عليه بإنكار معجزات موسى ، فقال الحبر : إنّ ثقات الرواة أخبروا بها ، فقال الإمام ( ع ) وكذلك معجزات نبينا ، فإنّ الثقاة أيضاً أخبروا بها ورووها . والحاصل بعد الاطلاع على ما ورد من الأئمة ( ع ) لا يكاد يتوقف العالم الماهر في دفع شبهة من شُبَهِ أهل الضلال ، وروى جماعة إنّ سعد بن عبد الله القمّي دخل على الحسن العسكري ( ع ) ، وسأله عن أربعين مسألة من مشكلات المسائل العلمية ومن جملتها إنّ إيمان بعض الصحابة كان كرهاً أو طوعاً ، والإمام أمره أن يأخذ جواب جميع ذلك من الصاحب ( عجل الله فرجه ) وكان ابن سنتين ، فأجابه الإمام عن جميعها .