المسلمون يستسقون فما أمطروا ، وخرج من بعدهم أهل الكتاب واستسقوا فبعث الله المطر وخجل المسلمون لذلك وطالت ألسِنَة أهل الذمّة عليهم ، وصار توهين في الدين فخشى الخليفة من الخلل على خلافته ، واستشار من يثق به في كيفية الاستظهار على أهل الكتاب ، فأُرشِد إلى الهادي ( ع ) فاستغاث به بعد أن بعث له وبأنّ الدين قد حصلت فيه ذلّةٌ ووهن ، فقال الإمام الهادي ( ع ) له : مُرْ أهلَ الكتاب أن يخرجوا ثانياُ ويستسقوا ، فإذا خرجوا ورفعوا أيديهم إلى الدعاء فعيّن رجلاً أن يكون بالقرب من راهبهم فإذا رفع يده فليأخذ الشيء الذي ، فإذا أخذه فاليأمره بالدعاء ، ففعل الخليفة ذلك ، فلمّا رفع الراهب يده أخذ الرجل الموَّظف من بين أصابعه عظماً ثم قال له : أدعو فكلما دعا تقشع الغيم وانقطع المطر فعاد كأنه يدعو الله بعدم المطر ، فسأل الإمام ( ع ) فقال هذا عظم نبي وكلما كشف إلى السماء هطلت وبعد أن دفن ذلك العظم خرج الإمام الهادي ( ع ) بنفسه إلى الصحراء ، فلما أصحر بالمسلمين دعى الله فانهملت السماء بالمطر حتى جاءته الناس أفواجاً يسألونه أن يدعو الله تعالى أن ينقطع المطر . فظهر إنّ المراد من تعزيز الدين في وجود اثني عشر خليفة من هذه الأخبار تقوية معاجز حضرة الرسالة وتأكّدها ودفع شبهات الكفار لا تقويت السلطنة الموجودة في زمن خلفاء الجور . لا يقال : سلّمنا إنّ المراد من العزّة العزّة المعنويّة لكنّ النقض بزمن الغيبة وعدم وجود من يدفع الشبهات باق بنفسه لا يدفع بما قلتم ، والحال إنّ الأخبار مصرِّحَة بأنّ الدين عزيز بوجود الخلفاء الاثني عشر ،