وأسلموا على يدِ هذا والله هذا هو المنعوت في التوراة والإنجيل والزبور ، هذا قسيم الجنة والنار ، هذا نعمة الله على الأبرار ونقمته على الكفّار ، وأخذ يقول هذا هذا حتى شرف وقت الفريضة فقام أصحابه وآمنوا وأسلموا واعترفوا بالإمامة لعليّ ( ع ) ، وبعدها خطب الأمير ( ع ) القوم وقال : الحمد لله الذي أوضح برهان محمد وأظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون إلى آخر الخطبة ، فاستبشر القوم برفع شبههم ووصولهم إلى الحقّ وهدايتهم بسبب الأمير ( ع ) ودعوا له ، وقالوا : أحسن الله تعالى جزاءك يا أبا الحسن في مقامك بحقّ نبيّك ، قال سلمان ( رحمه الله ) ثم تفرّق القوم وكأن الحاضرين لم يسمعوا شيئا مما فهمه القوم وقد نسوا ما ذكرّوا به . أقول لعل مراد سلمان ( رحمه الله ) من عدم سماع الحاضرين أنهم ما فهموا بعض تلك المكالمات وما فهموه منها نسوه ، أو إنهم لم يفهموها جميعا أو إنّهم ما فهموا ما ذكرّوا به من المواعظ والحكم وبراهين الإمامة التي أقامها ( ع ) على ولايته وأعرضوا عنها فكأنهم نسوها ولم يتدبروها . قال سلمان : فلمّا تفرّق القوم وخرجوا من المسجد وأراد أهل الروم الرجوع إلى أهاليهم جاءوا إلى المسجد فوجدوا علياً ( ع ) فيه وسائر الصحابة فالتفتوا إلى الصحابة وقالوا لهم : هلكتم من حيث لا تشعرون تركتم التمسك بالعروة الوثقى والحبل المتين فتباً لكم وسحقاً ثم استأذنوا الإمام بالرجوع إلى أهاليهم فأذن لهم ، ثم قالوا له : مُرْنا بأمرك فنحن