سامعون مطيعون إن شئت أن نقيم معك أقمنا ، وإن نرجع إلى أهالينا رجعنا ، وإن شئت أن نسير إلى أي نواحي الأرض سرنا ولا يهولَنَّك ولا يحزنك عصيان الأمّة لك فإنّ شأن الأوصياء الصبر على البلاء والتحمل لمضاضة الأعداء ، ثم لا لتفتوا إلى الجماعة ووعظوهم بمواعظ بيّنة ، وكان ختام وعظهم وحججهم إنّكم أيها القوم خالفتم الله ورسوله فتبؤا مقعدكم من جهنم ولبئس المثوى وبئس المصير ، ثم عطفوا على مرقد الرسول ( ص ) فقالوا بعد السلام عليه : اشهد علينا يا رسول الله ( ص ) أنا قد أقررنا بنبوتك واعترفنا بوصيّك وبما جئت به من عند الله وتبرأنا من أعدائك وأعداء وصيّك ونشكوا إليك ما لقى وصيّك من أمتك بعدك ، ثم طلبوا من الأمير ( ع ) أن يخبرهم بجميع ما جرى عليه بعد رحلة النبي ( ص ) فأخبرهم بجميع ذلك فضجوا بالبكاء والنحيب ، وأخبرهم بأن النبي أخبره بذلك كلّه ، فقالوا أخبرك بذلك ؟ قال نعم كيف لا يخبرني وأنا منه بمنزلة هارون من موسى وشمعون من عيسى ألم تعلمون بما وقع بين شمعون وابن خاله حتى افترقت أمّة عيسى أربع فرق والأربع افترقت سبعين فرقة ، وكل هذه الفرق هلكت إلاّ فرقة واحدة ، وكذا أمّة موسى افترقوا على اثنين وسبعين فرقة ثلاثة عشر منها تدّعي محبتنا أهل البيت ، وكل هذه الفرق في النار إلا فرقة واحدة وهي الناجية . ثم ذكر لهم الوقائع المستقبلة وتلا لهم الآيات التي نزلت في مذمة المخالفين له وأعلمهم بمدّة غصب الخلافة منه ، وبما يقع في أيام خلافته من وقعة الجمل وصفين وقتاله الخوارج على الإجمال ، وأخبرهم بالأئمة بعده وما يقع عليهم من الظلم من جهة فساد الأمّة إلى أن يعجل الله بالفرج على يد المهدي من ذريته ( اللهم عجل فرجه دعاء