كان من المؤمنين ، ومن أبغضني يا أخا النصارى فهو من الكافرين ، وأنا الذي ما كذبت قط ولا نُسِب لي ذلك قط ، فلا يزال ( ع ) يقول أنا فلا يردّ عليه أحد قوله إلى أن التفت الجاثليق إلى أصحابه وقال : هذا ما نبغي ولقد ضفرنا إن شاء الله بالمقصود والمطلوب ، ثم أقبل على أمير المؤمنين ( ع ) ، وقال له أخبرني لأي أمر اختار الناس غيرك وأنت بهذه المنزلة عند الله ورسوله ، فقال ( ع ) : لقد حقّ القول عليهم ولي أسوة بالأوصياء غيري ، ثم سأله الجاثليق عن مسائل جمّة فأجابه ( ع ) بما اعترف فيه هو وأصحابه على ما يوافق رأيهم ، فحينئذ التفت إلى أصحابه ، وقال أما تسمعون والله لقد نطق بما في الكتب الإلهية ، فقالوا جميعا : سمعنا وفهمنا ، ثم قال الجاثليق : وإنّي لسائله عن مسائل فإن أجاب بها فلا حيلة لي إلا الإسلام بمحمد وبه ، فقال له الإمام : أجيبك عنها بما أنت تذعن به ، فإن أجبتك كذلك أتدخل في ديننا ؟ فقال الجاثليق : نعم والله شاهد على ذلك والكفيل ، فقال له الإمام ( ع ) وأصحابك ، فقال : نعم وأصحابي معي ، ثم ابتدأ بالسؤال فقال : أخبرني عن الجنة أهي في الدنيا أو في الآخرة ؟ وأين موضع الدنيا من الآخرة ؟ فأجاب الإمام بما أوضح ذلك أي إيضاح ، وعرفه الجاثليق هو وأصحابه ، ثم سأله عن معنى قوله تعالى ( كُلُّ شَئٍ هَالِكٌ إلاّ وَجْهه ( وما معنى الوجه في الآية وهل يكون للإله وجه وقفا ؟ فقال علي ( ع ) يا غلام عليّ بحطب ونار ، فلمّا سمع النصراني ذلك قال صدقت يا وصيّ الهادي ، ثم تقدم وجلس بين يديه وشهد الشهادتين ، وأعترف بالوصية والإمامة لعليّ ( ع ) وأولاده وتبرّى من أعدائهم ، ثم التفت إلى أصحابه وقال قوموا