ادعاء خال من التوثيق ادّعى أحمد الكاتب في مطلع بحثه ، أنّ الأمّة الإسلاميّة كانت خلال العقود الأُولى من تاريخها تؤمن بنظام الشورى [1] ، وأطلق هذا الشعار من دون الإستناد إلى أي وثيقة ، وأين يجد الوثيقة وصانع الشورى عمر بن الخطاب - كما يتضح فيما بعد - يحكي لنا بيعة أبي بكر بقوله : ( كانت فلتة وقى الله شرّها ) [2] ، ثمّ لمّا أَفلت الخلافة عنه قال : ( لو كان أبو عبيدة حيّاً لولّيته ) [3] ، وقال أيضاً : ( لو كان معاذ بن جبل حيّاً لوليته ) [4] ؟ ! وبالإضافة إلى أقوال الخليفة الثاني عمر التي تعبّر عن شعور راسخ بمسألة النص ، وعدم إيمان بمسألة الشورى ، نجد أنّ الخليفة الثالث عثمان بن عفّان صرّح بذلك أيضاً عندما خاطب ابن عبّاس قائلاً : ( ولقد علمت أنّ الأمر لكم ، ولكن قومكم دفعوكم عنه واختزلوه دونكم ) [5] . وأمّا عبدالله بن عبّاس فكان لا يروق له أي صفة يصف بها علي ( عليه السلام ) إلاّ أنّه
[1] أحمد الكاتب ، تطور الفكر السياسي : ص 19 . [2] صحيح البخاري : كتاب المحاربين من أهل الكفر والردّة ، باب رجم الحبلى ، ح 6442 ؛ تاريخ الطبري : ج 3 ، ص 446 ؛ سيرة ابن هشام : ج 4 ، ص 308 - 309 . [3] الكامل في التاريخ : ج 3 ، ص 65 ؛ صفة الصفوة : ج 1 ، ص 367 ؛ سير أعلام النبلاء : ج 1 ، ص 10 . [4] صفوة الصفوة : ج 1 ، ص 367 . [5] ابن أبي الحديد ، شرح نهج البلاغة : ج 9 ، ص 9 .