المحور الرابع المهدي ، هل هو حي ، أم سيولد بعد ذلك ؟ تعتبر مسألة الإمام المهدي ( عج ) من المسائل الأساسيّة في بحث الإمامة الخاصّة ، من هنا ورد التأكيد عليها في التراث الشيعي ، بما يناسب موقعها المهم هذا . كما إنّ فكرة مجيء المصلح في آخر الزمان ، فكرة لا خلاف عليها بين علماء المسلمين عامّة ، حيث اتفقت كلمتهم إلاّ من شذّ منهم ، على أنّه لا بدّ أن يأتي في آخر الزمان من يصلح الأرض ، ويملأها قسطاً وعدلاً ، بعد أن مُلئت ظلماً وجوراً . وممن صرّح بأحاديث المهدي ، الترمذي في السنن ، والنيسابوري في المستدرك ، والبغوي في مصابيح السنّة ، وابن الأثير في النهاية ، وابن تيميّة في منهاج السنّة ، والذهبي في تلخيص المستدرك ، والتفتازاني في شرح المقاصد ، والهيثمي في مجمع الزوائد ، والجزري الدمشقي في أسنى المطالب ، والصبّان في إسعاف الراغبين ، والشوكاني وعشرات غيرهم [1] . وصحح النيسابوري كثير من روايات المهدي ، وعبّر عن طائفة منها بأنّها صحيحة على شرط الشيخين ولم يخرّجاه ، كحديث أُم سلمة حول خسف البيداء الذي يكون في زمن المهدي [2] ، وحديث ابن مسعود « لا تذهب الدنيا حتّى يملك العرب رجل من أهل بيتي ، يواطئ اسمه اسمي » [3] ، وحديث ثوبان حول الرايات التي
[1] سنن الترمذي : ج 4 ، ص 505 ؛ مستدرك الحاكم : ج 4 ، ص 553 ؛ مصابيح السنّة : ص 488 ، ح 4199 ؛ النهاية في غريب الحديث والأثر : ج 5 ، ص 254 ؛ منهاج السنّة : ج 4 ، ص 211 ؛ تلخيص المستدرك : ج 4 ، ص 553 ؛ شرح المقاصد : ج 5 ، ص 312 ؛ مجمع الزوائد : ج 7 ، ص 313 - 314 ؛ أسنى المناقب في تهذيب أسنى المناقب : ص 163 - 168 ؛ إسعاف الراغبين : ص 145 ؛ الإذاعة : ص 125 . [2] مستدرك الحاكم : ج 4 ، ص 429 . [3] مستدرك الحاكم : ج 4 ، ص 442 .