الهادي ( عليه السلام ) فلعنه الإمام وتبرّأ منه وطرده [1] . والعبرتائي الذي لم يكن يتديّن بشيء ، كان يظهر الغلو مرّة والنصب أُخرى كما يقول السيد الخوئي [2] . وتبرّأ العسكري من هذه الفرق حتّى لا تحسب على الشيعة فقال : « إنّي أبرأ إلى الله من أبي نصير الفهري وابن بابه القمّي ، فابرأ منهم ، وإنّي محذّرك - مخاطباً أحد أصحابه - ومخبرك أنّي ألعنهما عليهما لعنة الله ، يعزم ابن بابه أنّي بعثته نبيّاً . . . ويله لعنه الله . . . ولعن من يقبل منه » [3] . وسمح العسكري ( عليه السلام ) لأصحابه إن قدروا عليه أن يقتلوه ويشدخوا رأسه - حسب تعبير الرواية - وللأسف الشديد ، فكلّ هذا التبرّي وهذا اللعن ، لم يكن كافياً ليقوم المؤلّفون والباحثون في الموضوع بفصل التشيّع عن هذه الفرق المنحرفة ، حتّى وصل الدور إلى أحمد الكاتب ليرفع هذا الانحراف ويحمله على حساب أئمّة أهل البيت ، وعلى حساب الشيعة من غير بحث وتحقيق ، حاله في ذلك حال حاطب ليل . ما هي حكاية الفرق بعد وفاة العسكري ( عليه السلام ) تحدّث بعض كتّاب الفرق بعد وفاة العسكري ( عليه السلام ) بحديث أشبه بالأسطورة والقصّة الخياليّة عندما قالوا : إنّ الشيعة انقسمت إلى ثلاث عشرة فرقة ، ومنهم من أكّد هذه الأسطورة فقال بعشرين فرقة ، وبالرغم من المدّة الزمنيّة الطويلة الفاصلة بين وفاة العسكري ومؤلّفي الفرق ، لم نجدهم تحدّثوا على لسان أصحاب تلك الفرق ، ولم يذكروا عددهم ، ولا حتّى رؤسائهم في بعض الأحيان ممّا يضع علامة استفهام أمام هذا العدد الخيالي لتلك الفرق . نعم ، إنّ الجمهور من الشيعة قالوا بإمامة القائم المنتظر ، وأثبتوا ولادته ، كما قال ذلك
[1] معجم رجال الحديث : ج 17 ، ص 300 . [2] معجم رجال الحديث : ج 2 ، ص 358 . [3] معجم رجال الحديث : ج 5 ، ص 112 ، رقم 3090 .