تحت لفظ الآل ، فمختلف فيه ) [1] . ويقول بعض الأعلام المعاصرين : ( والذي يبدو أن الغرض من حصرهم تحت الكساء ، وتطبيق الآية - آية التطهير - عليهم ، ومنع حتّى أُمّ سلمة من الدخول معهم ، كما ورد في روايات كثيرة ، هو التأكيد على اختصاصهم بالآية ، وقطع الطريق على كلّ ادعاء بشمولها لغيرهم . وكأنّ النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقد خشي أن يستغل بعضهم قربه منه ، فيزعم شمول الآية له ، فحاول قطع السبيل عليهم بالتأكيد على تطبيقها على هؤلاء بالخصوص ، وتكرار هذا التطبيق ، حتّى تألفه الأسماع ، وتطمئن إليه القلوب ) [2] . وهذا ما ورد في روايات عديدة أشار إليها السيوطي في الدر المنثور ، قال : ( أخرج ابن جرير وابن مردويه عن أبي الحمراء - رضي الله عنه - قال : حفظت من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ثمانية أشهر بالمدينة ، ليس من مرّة يخرج إلى صلاة الغداة ، إلاّ أتى إلى باب علي - رضي الله عنه - فوضع يده على جنبتي الباب ، ثمّ قال : « الصلاة الصلاة ، إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً » ) [3] . ج - خروجه إلى المباهلة : روى مسلم في صحيحه ، عن عامر بن سعد بن أبي وقّاص ، عن أبيه ، قال : أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال : ما يمنعك أن تسب أبا تراب ؟ قال : أمّا ما ذكرت ثلاثاً قالهنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فلن أسبّه ، لئن يكون لي واحدة منهنّ أحبّ إليَّ من حمر النعم ، سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول حين خلّفه في بعض مغازيه ، فقال له علي : يا رسول الله خلّفتني مع النساء والصبيان ؟ فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى ، إلاّ أنّه لا نبي بعدي » ؟ ، وسمعته يقول يوم خيبر : « لأعطيّن الراية غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله ، ويحبّه الله ورسوله » ، قال : فتطاولنا لها ، فقال : « ادعوا لي عليّاً » ، فأُتي به أرمد العين ، فبصق في عينه ، ودفع الراية إليه ، ففتح الله على يديه ، ولمّا نزلت هذه الآية : ( قل تعالوا ندع
[1] التفسير الكبير : ج 27 ، ص 166 . [2] الأُصول العامّة للفقه المقارن : ص 156 . [3] الدر المنثور في التفسير بالمأثور : ج 6 ، ص 606 ، دار الفكر .