ب - حديث الكساء : رواه الفريقان بطرق كثيرة وأساليب مختلفة ، وأماكن متعدّدة أشرنا إليها في كتاب العصمة [1] . ويمكن مراجعته تفصيلاً في كتاب آية التطهير [2] . وقد رواه مسلم في صحيحه ، والحاكم في مستدركه ، والبيهقي في سننه الكبرى ، وكلّ من الطبري وابن الأثير والسيوطي في تفاسيرهم ، وغيرهم كثير ، فقد ورد عن عائشة قالت : خرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) غداةً وعليه مرط مرحّل من شعر أسود ، فجاء الحسن بن علي فأدخله ، ثمّ جاء الحسين ، فدخل معه ، ثمّ جاءت فاطمة ، فأدخلها ، ثمّ جاء علي فأدخله ، ثمّ قال : « إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً » [3] . ويقول الآلوسي في هذا المجال : ( وأخبار ادخاله ( صلى الله عليه وآله ) عليّاً وفاطمة وابنيهما - رضي الله تعالى عنهم - تحت الكساء ، وقوله - عليه الصلاة والسلام - : « اللهمّ هؤلاء أهل بيتي » ودعاءه لهم ، وعدم إدخال أُم سلمة أكثر من أن تحصى ، وهي مخصّصة لعموم أهل البيت ، بأي معنى كان البيت ، فالمراد بهم من شملهم الكساء ، ولا يدخل فيهم أزواجه ( صلى الله عليه وآله ) ) [4] . وقال الرازي في تفسيره الكبير في ذيل قوله تعالى : ( قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودّة في القربى ) ( الشورى 23 ) . وأنا أقول : ( آل محمّد ( صلى الله عليه وآله ) هم الذين يؤول أمرهم إليه ، فكلّ من كان أمرهم إليه أشدّ وأكمل ، كانوا هم الآل ، ولا شكّ أنّ فاطمة وعليّاً والحسن والحسين ، كان التعلّق بينهم وبين رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أشدّ التعلّقات ، وهذا كالمعلوم بالنقل المتواتر ، فوجب أن يكونوا هم الآل . وأمّا غيرهم ، فهل يدخلون
[1] العصمة : محاضرات السيّد كمال الحيدري ، بقلم محمّد القاضي ، ص 199 - 228 . [2] آية التطهير في أحاديث الفريقين : ج 2 ، ص 159 - 312 . [3] صحيح مسلم : ج 7 ، ص 130 ؛ مستدرك الحاكم : ج 3 ، ص 147 ؛ سنن البيهقي : ج 2 ، ص 149 ؛ تفسير الطبري : ج 22 ، ص 5 ؛ الدرّ المنثور : ج 5 ، ص 198 ؛ تفسير ابن كثير : ج 3 ، ص 485 . [4] روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني : ج 22 ، ص 14 ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت .