يقولوا نصّ عليه ، وقد اعترف الكاتب أيضاً بعدم وجود نص عليه [1] ، ورغم كلّ ذلك قاوم الإمام الصادق ( عليه السلام ) هذه الشبهة عند البعض ، فأنزل جثمان ابنه إسماعيل عدّة مرّات ودعا المشيّعين للنظر إلى وجهه والتأكّد من وفاته ، وقد اعترف بذلك أحمد الكاتب نفسه [2] . وفعل الإمام هذا تقريراً لهم بأنّ الإمام من بعده ليس إسماعيل كما توهّموا ، ولم يقف الأمر عند هذا الحد ، بل التفّ عليهم أبو الخطّاب الذي لعنه الإمام الصادق [3] ، وتحوّل الأمر من إمامة إسماعيل إلى نبوّة أبي الخطّاب نفسه [4] ، ثمّ ساد الهرج والمرج فيهم . أمّا وجوه الشيعة ، وأهل العلوم منهم - كما يقول النوبختي - والنظر والفقه ثبتوا على إمامة موسى بن جعفر بعد أبيه ، حتّى رجع إلى مقالتهم عامّة من كان قال بإمامة عبد الله بن جعفر [5] . وكان ذلك نتيجة للمنهاج الذي وضعه الإمام الصادق ( عليه السلام ) لأصحابه في التعرّف على مَنْ بعده ، بحيث قسمهم إلى قسمين : قربوا من المدينة وبعدوا عنها ، فأمّا أُولئك الذين في المدينة وهم من المقرّبين لن يجهلوا الإمام بعد أبيه ، على حدّ تعبير الإمام ، وأمّا أُولئك الذين بعدوا عن محلّ إقامة الإمام ، لعلّهم يجهلون الإمام من بعد أبيه ، فسأله محمّد بن مسلم في شأن أُولئك البعيدين من إقامة الإمام إذا قدموا المدينة ، ما هي مواصفات الإمام ؟ قال : يعطى السكينة والوقار والهيبة [6] . وهذه المواصفات تميّز الإمام الكاظم ( عليه السلام ) عن غيره من ولد الصادق ( عليه السلام ) ، لأنّ الكشّي قال بحقّ عبد الله الأفطح : ( ظهر منه من الأشياء التي لا ينبغي أن تظهر من
[1] أحمد الكاتب ، تطوّر الفكر السياسي : ص 89 . [2] أحمد الكاتب ، تطوّر الفكر السياسي : ص 87 . [3] معجم رجال الحديث : ج 14 ، ص 248 [4] فرق الشيعة : ص 81 . [5] فرق الشيعة : ص 89 . [6] الإمامة والتبصرة من الحيرة : ص 88 .