منها أنّ الدين لا يقوم إلاّ بهم ، وهم القيّمون على دين الله ، أمّا يزيد فهو شارب للخمور بالاتفاق ، يقول عنه سعيد بن المسيّب : ( كانت سنوات يزيد شؤماً ، في السنة الأولى قتل الحسين بن علي وأهل بيت رسول الله ، وفي الثانية استبيحت حرم رسول الله وانتهكت حرمة المدينة ، وفي الثالثة سفكت الدماء في حرم الله وحرقت الكعبة ) [1] . وأخيراً أجمل الرأي السنّي في إعطاء مصداق لهذا الحديث السيوطي ، بفشل هذه النظريّة في تحديد معنى محدّد لذلك الحديث ، فقال : ( لم يقع إلى الآن وجود اثني عشر ) [2] . وأشار الدكتور أحمد محمود صبحي إلى ذلك ، أي باعترافه بعجز النظريّة السنيّة عن إعطاء نظريّة سياسيّة متماسكة ، فقال : ( أما من الناحية الفكريّة فلم يقدّم أهل السنّة نظريّة متماسكة في السياسة ) [3] . إذن ، حديث الخلفاء اثنا عشر ، مجرّد ألفاظ لا يمثّله مصداق على أساس النظرة السنيّة له . القسم الثاني : أعطى مصاديق واضحة لحديث الخلفاء اثنا عشر ، وهم أئمّة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، ولم يحتج هذا القسم إلى عناء البحث والتحقيق لإثبات ذلك ، لأنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قد أشار إليهم في أحاديث عديدة ، منها ما نقله الترمذي وأحمد بن حنبل وابن حجر والحاكم النيسابوري وغيرهم ، حيث نقلوا حديث الثقلين الذي قال فيه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي . . . . لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض » [4] . وهذا الحديث المتسالم عليه ، قد ترجم مصاديق « الخلفاء اثنا عشر » لما في ذلك
[1] تاريخ اليعقوبي : ج 2 ، ص 240 . [2] الحاوي للفتاوي : ج 2 ، ص 85 . [3] الزيديّة : ص 35 - 37 . [4] سنن الترمذي : ج 5 ، ص 662 ، ح 3786 ؛ الصواعق المحرقة : ج 2 ، ص 653 ؛ المستدرك على الصحيحين : ج 3 ، ص 160 - 161 ، ح 4711 .