ولكل فقرة من هذه الفقرات حجّة عليها قامت من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . فأمّا مسألة النص على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فيكفي حديث الغدير الذي تناقلته الألسن من مختلف المشارب والطبقات ، واحتجّ به أمير المؤمنين على القوم بقوله : « أُنشدكم الله من سمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول يوم غدير خم : من كنت مولاه فعلي مولاه ، لما قام وشهد » ، فقام اثنا عشر بدريّاً شهدوا بذلك [1] . واحتجّ به الإمام الحسن ( عليه السلام ) بقوله : « وقد رأوه وسمعوه حين أخذ بيد أبي بغدير خم ، وقال لهم : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه » [2] . وكذلك احتجّ به الحسين ( عليه السلام ) أمام سبعمائة رجل في الحجّ فيهم مئتا رجل من أصحاب النبي والتابعين [3] ، وقال : « أُنشدكم الله أتعلمون أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) نصّبه يوم غدير خم فنادى له بالولاية » [4] . وأمّا فقرة : ( وجعله وصيّه وخليفته ووزيره ) فقد نقل الطبري في تاريخه حديث رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « إنّ هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم ، فاسمعوا له وأطيعوا » [5] . وأمّا أنّه أولى بهم بعده ، فقول رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « إنّ عليّاً منّي وأنا منه ، وهو ولي كلّ مؤمن ومؤمنة بعدي » [6] . وأمّا أنّه بمنزلة هارون من موسى ، فقد دلّ عليه قول الرسول : « أنت منّي بمنزلة
[1] مسند أحمد : ج 1 ، ح 642 و 672 و 953 و 964 ؛ سنن النسائي : الخصائص ، ح 8542 ؛ البداية والنهاية : ج 5 ، ص 229 في نحو عشرين طريقاً . [2] ينابيع المودّة : ج 3 ، ص 369 ، باب 90 ؛ الغدير للأميني : ج 1 ، ص 398 . [3] الغدير : ج 1 ، ص 399 . [4] سليم بن قيس الهلالي : ج 2 ، ص 791 ، ح 26 . [5] تاريخ الطبري : ج 2 ، ص 63 ؛ الكامل في التاريخ : ج 2 ، ص 62 - 63 ؛ السيرة الحلبيّة : ج 1 ، ص 461 ؛ شرح نهج البلاغة : ج 13 ، ص 210 و 244 ؛ وصحّحه مختصر تاريخ دمشق : ج 17 ، ص 310 - 311 ؛ معالم التنزيل : ج 3 ، ص 400 ؛ تفسير الخازن : ج 3 ، ص 333 . [6] مسند أحمد : ج 4 ، ح 19426 ؛ سنن الترمذي : ج 5 ، ح 3712 ؛ مصنّف بن أبي شيبة ، فضائل علي : ج 7 ، ص 504 ، ح 58 ؛ الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان : ج 6 ، ص 269 ، رقم 6938 .