نام کتاب : دراسات في منهاج السنة لمعرفة ابن تيمية ، مدخل لشرح منهاج الكرامة نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 98
يمنة ولا يسرة ، فهل عندك من حيلة في دفع هذه الضرورة عن قلوبنا ؟ فلطم المتكلم رايته وقال : حيرني الهمداني . ومعنى كلامه : أن دليلك على النفي نظري ونحن نجد عندنا علما ضروريا بهذا ، فنحن مضطرون إلى هذا العلم وإلى هذا القصد ، فهل عندك حيلة في دفع هذا العلم الضروري والقصد الضروري الذي يلزمنا لزوما لا يمكننا دفعه عن أنفسنا ؟ ثم بعد ذلك نقرر نقيضه ، وأما دفع الضروريات بالنظريات فغير ممكن ، لأن النظريات غايتها أن يحتج عليها بمقدمات ضرورية ، فالضروريات أصل النظريات ، فلو قدح في الضروريات بالنظريات لكان ذلك قدحا في أصل النظريات ، فتبطل الضروريات والنظريات ، إذ كان قدح الفرع في أصله يقتضي فساده ، فإن صحته مستلزمة لصحة أصله ، فإذا صح كان أصله صحيحا ، وفساده لا يستلزم فساد أصله ، إذ قد يكون الفساد منه ، ولو قدح في أصله للزم فساده ، وإذا كان فاسدا لم يقبل قدحه ، فلا يقبل قدحه بحال . وأيضا : فإن هؤلاء قرروا في ذلك بأدلة عقلية ، كقولهم : كل موجودين إما متباينان وإما متداخلان ، وقالوا : إن العلم بذلك ضروري ، وقالوا : إثبات موجود لا يشار إليه مكابرة للحس والعقل . وأيضا : فمن المعلوم إن القرآن ينطق بالعلو في مواضع كثيرة جدا ، حتى قد قيل إنها ثلاثمائة موضع ، والسنن متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل ذلك ، وكلام السلف المنقول عنهم بالتواتر يقتضي اتفاقهم على ذلك ، وأن لم يكن فيهم من ينكره . ومن يريد التشنيع على الناس ، ودفع هذه الأدلة الشرعية والعقلية ، لا بد
98
نام کتاب : دراسات في منهاج السنة لمعرفة ابن تيمية ، مدخل لشرح منهاج الكرامة نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 98