نام کتاب : دراسات في منهاج السنة لمعرفة ابن تيمية ، مدخل لشرح منهاج الكرامة نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 83
عليها بما لم يأذن به الله ، ولهم فيها كلمات غامضة تحتمل التشبيه والتنزيه وتحتمل الكفر والإيمان ، حتى باتت هذه الكلمات نفسها من المتشابهات . ومن المؤسف أنهم يواجهون العامة وأشباههم بهذا . ومن الخطر أنهم ينسبون ما يقولون إلى سلفنا الصالح ويخيلون إلى الناس أنهم سلفيون . من ذلك قولهم : إن الله يشار إليه بالإشارة الحسية ، وله من الجهات الست جهة الفوق . ويقولون : إنه استوى على العرش بذاته إستواءا حقيقيا ، بمعنى أنه استقر فوقه استقرارا حقيقيا ، غير أنهم يعودون فيقولون ليس كاستقرارنا وليس على ما نعرف . وهكذا يتناولون أمثال هذه الآية . وليس لهم مستند فيما نعلم إلا التشبث بالظواهر . ولقد تجلى لك مذهب السلف والخلف فلا نطيل بإعادته . وقد علمت أن حمل المتشابهات في الصفات على ظواهرها مع القول بأنها باقية على حقيقتها ليس رأيا لأحد من المسلمين ، وإنما هو رأي لبعض أصحاب الأديان الأخرى كاليهود والنصارى ، وأهل النحل الضالة كالمشبهة والمجسمة . أما نحن - معاشر المسلمين - فالعمدة عندنا في أمور العقائد هي الأدلة القطعية التي توافرت على أنه تعالى : ليس جسما ، ولا متحيزا ، ولا متجزئا ، ولا متركبا ، ولا محتاجا لأحد ، ولا إلى مكان ، ولا إلى زمان ، ولا نحو ذلك . ولقد جاء القرآن بهذا في محكماته . . إذ يقول ( ليس كمثله شئ ) ويقول ( قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ) . . ويقول ( إن تكفروا فإن الله غني عنكم ) ويقول ( يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد ) وغير هذا كثير في الكتاب والسنة . فكل ما جاء مخالفا بظاهره لتلك القطعيات والمحكمات فهو من المتشابهات التي لا يجوز إتباعها كما تبين لك فيما سلف . ثم إن هؤلاء المتمسحين في السلف متناقضون ، لأنهم يثبتون تلك
83
نام کتاب : دراسات في منهاج السنة لمعرفة ابن تيمية ، مدخل لشرح منهاج الكرامة نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 83