نام کتاب : دراسات في منهاج السنة لمعرفة ابن تيمية ، مدخل لشرح منهاج الكرامة نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 81
نعم ، لقد جاء ابن تيمية ليعلن من جديد - وبكل جرأة - ذاك الاعتقاد الفاسد ، ويعارض الذين استدلوا بقوله تعالى : ( فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه . . . وما يعلم تأويله إلا الله . . . ) وينفي أن يكون في ظاهر اللفظ محذور ، بل المراد من ألفاظ الكتاب ظواهرها ، وليس فيها ما لا يفهمه أحد ، فيقول : " وأما التأويل المذموم والباطل فهو تأويل أهل التحريف والبدع الذي يتأولونه على غير تأويله . ويدعون صرف اللفظ عن مدلوله إلى غير مدلوله بغير دليل يوجب ذلك ، ويدعون أن في ظاهره من المحذور ما هو نظير المحذور اللازم فيما أثبتوه بالعقل ويصرفونه إلى معان هي نظير المعاني التي نفوها عنه ، فيكون ما نفوه من جنس ما أثبتوه . فإن كان الثابت حقا ممكنا كان المنفي مثله ، وإن كان المنفي باطلا ممتنعا كان الثابت مثله " . . . ثم يقول . . . " وهؤلاء الذين ينفون التأويل مطلقا ويحتجون بقوله تعالى : ( وما يعلم تأويله إلا الله ) قد يظنون أنا خوطبنا في القرآن بما لا يفهمه أحد أو بما لا معنى له ، أو بما لا يفهم منه شئ ، وهذا مع أنه باطل فهو متناقض " [1] . وينسب إلى السلف إجراء الألفاظ على ظواهرها ، فيقول : " إن مذهب السلف إجراؤها على ظاهرها ، مع نفي الكيفية والتشبيه عنها " [2] . لكن أي معنى لإجراء اللفظ على ظاهره مع نفي الكيفية والتشبيه ؟ ويقول : " فالذي اتفق عليه سلف الأمة وأئمتها : أن يوصف الله بما وصف به نفسه ، وبما وصفه به رسوله ، من غير تحريف ولا تعطيل ، ومن غير تكييف ولا