نام کتاب : دراسات في منهاج السنة لمعرفة ابن تيمية ، مدخل لشرح منهاج الكرامة نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 80
نحملها على ظواهرها المتعارفة ، والظاهر هو المعهود من نعوت الآدميين ، والشئ إنما يحمل على حقيقته إن أمكن ، فإن صرف صارف حمل على المجاز . ثم يتحرجون من التشبيه ويأنفون من إضافته إليهم ، ويقولون : نحن أهل السنة ، وكلامهم صريح في التشبيه ، وقد تبعهم خلق من العوام ، وقد نصحت التابع والمتبوع وقلت لهم ، يا أصحابنا ، أنتم أصحاب نقل واتباع ، وإمامكم الأكبر أحمد ابن حنبل رحمه الله يقول - وهو تحت السياط - : كيف أقول ما لم يقل ، فإياكم أن تبتدعوا من مذهبه ما ليس منه . ثم قلتم في الأحاديث تحمل على ظاهرها ، فظاهر القدم الجارحة ، ومن قال استوى بذاته المقدسة فقد أجراه سبحانه مجرى الحسيات . وينبغي ألا يهمل ما يثبت به الأصل وهو العقل . فإنا به عرفنا الله تعالى وحكمنا له بالقدم . فلو أنكم قلتم نقرأ الأحاديث ونسكت ما أنكر عليكم أحد ، وإنما حملكم إياه على الظاهر قبيح . فلا تدخلوا في مذهب هذا الرجل السلفي ما ليس فيه . وقد استفاض ابن الجوزي في بيان بطلان ما اعتمدوا عليه من أقوال . ولقد قال ذلك القول الذي ينقده ابن الجوزي القاضي أبو يعلى الفقيه الحنبلي المشهور المتوفى سنة 457 ، وكان مثار نقد شديد وجه إليه ، حتى لقد قال فيه بعض الفقهاء من الحنابلة : لقد شان أبو يعلى المذهب شينا لا يغسله ماء البحار . وقال مثل ذلك القول ابن الزاغوني المتوفى سنة 527 . وقال فيه بعض الحنابلة أيضا : إن في قوله من غرائب التشبيه ما يحار فيه النبيه . وهكذا استنكر الحنابلة ذلك الاتجاه ، عندما شاع في القرن الرابع والقرن الخامس . . ولذلك استتر هذا المذهب حتى أعلنه ابن تيمية في جرأة وقوة . . . " [1] .