responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دراسات في منهاج السنة لمعرفة ابن تيمية ، مدخل لشرح منهاج الكرامة نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني    جلد : 1  صفحه : 79


والرابع : إثبات أن ابن تيمية إنما حاول إحياء هذه المذاهب . قال الشيخ محمد أبو زهرة :
" . . . وعلى ذلك يقرر ابن تيمية أن مذهب السلف هو إثبات كل ما جاء في القرآن من فوقية وتحتية واستواء على العرش ، ووجه ويد ومحبة وبغض ، وما جاء في السنة من ذلك أيضا من غير تأويل . . وبالظاهر الحرفي . فهل هذا هو مذهب السلف حقا ؟ ، ونقول في الإجابة عن ذلك : لقد سبقه بهذا الحنابلة في القرن الرابع الهجري ، وادعوا أن ذلك مذهب السلف . وناقشهم العلماء في ذلك الوقت ، وأثبتوا أنه يؤدي إلى التشبيه والجسمية لا محالة . وكيف لا يؤدي إليهما والإشارة الحسية إليه جائزة . ولذلك تصدى لهم الإمام الفقيه الحنبلي الخطيب ابن الجوزي ، ونفى أن يكون ذلك مذهب السلف ، ونفى أيضا أن يكون ذلك رأي الإمام أحمد .
وقال ابن الجوزي في ذلك ( من كتاب دفع شبه التشبيه ) : رأيت من أصحابنا من تكلم في الأصول بما لا يصلح . . . فصنفوا كتبا شانوا بها المذهب .
ورأيتهم قد نزلوا إلى مرتبة العوام ، فحملوا الصفات على مقتضى الحس ، فسمعوا أن الله خلق آدم على صورته ، فأثبتوا له صورة ووجها زائدا على الذات ، وفما ولهوات وأضراسا وأشواء لوجهه ويدين وأصبعين وكفا وخنصرا وإبهاما وصدرا وفخذا وساقين ورجلين . وقالوا ما سمعنا بذكر الرأس .
وقد أخذوا بالظاهر في الأسماء والصفات فسموها بالصفات تسمية مبتدعة . ولا دليل لهم في ذلك من النقل ولا من العقل ، ولم يلتفتوا إلى النصوص الصارفة عن الظواهر إلى المعاني الواجبة لله تعالى ، ولا إلغاء ما توجبه الظواهر من صفات الحدث ، ولم يقنعوا أن يقولوا صفة فعل حتى قالوا صفة ذات .
ثم لما أثبتوا أنها صفات قالوا : لا نحملها على توجيه اللغة مثل يد على نعمة وقدرة ، ولا مجئ وإتيان على معنى بر ولطف ، ولا ساق على شدة . بل قالوا :

79

نام کتاب : دراسات في منهاج السنة لمعرفة ابن تيمية ، مدخل لشرح منهاج الكرامة نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني    جلد : 1  صفحه : 79
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست