نام کتاب : دراسات في منهاج السنة لمعرفة ابن تيمية ، مدخل لشرح منهاج الكرامة نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 74
ويزورونه . وحكي عن داود الظاهري [1] أنه قال : أعفوني عن الفرج واللحية واسألوني عما وراء ذلك ، وقال : إن معبوده جسم ولحم ودم ، وله جوارح وأعضاء ، كيد ورجل ولسان وعينين وأذنين . وحكي أنه قال : هو أجوف من أعلاه إلى صدره مصمت ما سوى ذلك ، وله شعر قطط ، حتى قالوا : اشتكت عيناه فعادته الملائكة ، وبكى على طوفان نوح - عليه السلام - حتى رمدت عيناه ، وأنه يفضل من العرش من كل جانب أربع أصابع . . . . وقالت الكرامية : إن الله تعالى من جهة فوق . ولم يعلموا أن كل ما هو في جهة فوق فهو محدث ومحتاج إلى تلك الجهة " . أقول : قال الشهرستاني : " إعلم أن جماعة كثيرة من السلف كانوا يثبتون لله تعالى صفات أزلية : من العلم ، والقدرة ، والحياة ، والإرادة ، والسمع ، والبصر ، والكلام ، والجلال ، والإكرام ، والجود ، والإنعام ، والعزة ، والعظمة ، ولا يفرقون بين صفات الذات وصفات الفعل ، بل يسوقون الكلام سوقا واحدا . وكذلك يثبتون صفات خبرية مثل : اليدين ، والوجه ، ولا يؤولون ذلك ، إلا أنهم يقولون : هذه الصفات قد وردت في الشرع فنسميها صفات خبرية . ولما كانت المعتزلة ينفون الصفات والسلف يثبتون ، سمي السلف : صفاتية ، والمعتزلة : معطلة . فبالغ بعض السلف في إثبات الصفات إلى حد التشبيه بصفات المحدثات ،
[1] كذا هنا لا " الطائي " كما نسب إلى العلامة وجعل يتحامل عليه 2 / 260 ، وفي الملل والنحل : " الجواربي " وفي منهاج السنة 1 / 259 الطبعة القديمة : " الجواهري " .
74
نام کتاب : دراسات في منهاج السنة لمعرفة ابن تيمية ، مدخل لشرح منهاج الكرامة نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 74