نام کتاب : دراسات في منهاج السنة لمعرفة ابن تيمية ، مدخل لشرح منهاج الكرامة نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 45
الحق والطريق الصحيح الموجب لنيل الكرامة عند الله ، فالوجه الأول ناظر إلى الأصول العقائدية عند الشيعة والسنة ، فإذا لوحظ ما تقول به الشيعة الإمامية وما تذهب إليه الطوائف الأخرى - كما جاء في كتبهم الاعتقادية المعتبرة - وجد عقائد الإمامية هي المطابقة لحكم الدين ودرك العقل السليم . وإذا كان الباحث عن المذهب الحق منصفا ، فإنه لا يتردد في اتباع ما وافق الدين والعقل ، واعتناقه مذهبا مبرءا للذمة وموجبا للنجاة . والوجه الثاني ناظر إلى استدلال متين قائم على أساس حديثين واردين عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند كلا الفريقين بأسانيد معتبرة ، يعلن في أولها أن أمته ستفترق من بعده كما افترقت الأمم السابقة ، ومن الواضح أن لا نجاة لجميع الفرق المختلفة ، لكون الحق مع فرقة واحدة فقط من بينها ، فكان عليه أن يحذر الأمة من الاختلاف والتفرق ، ويذكرهم بأن الناجية من تلك الفرق فرقة واحدة فقط . لكن رأفته بالأمة وعطفه عليهم وحبه لنجاتهم ، كل ذلك دعاه لأن لا يترك المطلب على إجماله ، فبين لهم - في الحديث الثاني - وعين الفرقة الناجية ، مشبها أهل بيته بسفينة نوح ، فأرشدهم طريق النجاة والخلاص ، ودعاهم إلى اتباع أهل بيته والانقياد لهم ، وأنه كما غرق قوم نوح أجمعون إلا من ركب السفينة ، فإن قومه كلهم هالكون إلا من اتبع أهل البيت . وإذا كان هذان الحديثان واردين بطرق صحيحة عند الفريقين ، وكانت دلالتهما على هذه النتيجة واضحة جدا لكل عاقل منصف ، وجب عليه اتباع مذهب أهل البيت ولم يبق له عذر أبدا . والوجه الثالث ناظر إلى قضية عقلية عقلائية ، يصور فيه حال الباحث الحائر ، والدائر أمره بين الأخذ بمذهب الإمامية أو الأخذ بمذهب أهل السنة ،
45
نام کتاب : دراسات في منهاج السنة لمعرفة ابن تيمية ، مدخل لشرح منهاج الكرامة نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 45