نام کتاب : دراسات في منهاج السنة لمعرفة ابن تيمية ، مدخل لشرح منهاج الكرامة نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 330
فتقدم رجل فصلى بهم المغرب ، فقرأ ( يا أيها الكافرون ) فالتبس عليه فيها فنزلت ( لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى ) . قال الحاكم والذهبي : " في هذا الحديث فوائد كثيرة ، وهي أن الخوارج تنسب هذا السكر وهذه الصلاة إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب دون غيره وقد برأه الله منها ، فإنه روى هذا الحديث " [1] . أقول : صريح كلامهما أن من نسب هذا إلى أمير المؤمنين هم " الخوارج " ، فما بال ابن تيمية يحتج بقول الخوارج ويطعن في الإمام ، إن لم يكن منهم ؟ ومما يشهد بكذب الخبر أيضا روايتهم خبرا آخر في شأن نزول الآية ، وهو شرب جماعة من الصحابة ، وليس فيه ذكر لعلي عليه السلام ، بل روى بعضهم كابن مردويه خبرا - نص ابن حجر على نظافة سنده - فيه وجود أبي بكر وعمر فيهم [2] . ولعل هذا هو السر في وضع الخوارج ما سمعت . * وكذب عليه بأنه خطب ابنة أبي جهل ، وكرر هذا في مواضع ، وهذا الخبر طعن في النبي والإمام والزهراء ، مما حمل بعض الأكابر من العلماء على إظهار تعجبهم منه ومن رواية ! قال الحافظ ابن حجر بشرحه : " ولا أزال أتعجب من مسور بن مخرمة ، الذي هو راوي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم كيف بالغ في تعصبه ، ولم يراع خاطره ، في أن ظاهر سياق الحديث غضاضة على علي بن أبي طالب ، حيث أقدم على خطبة بنت أبي جهل على فاطمة عليها السلام ، حتى اقتضى من النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك من الإنكار ما وقع " [3] .
[1] المستدرك على الصحيحين ، وتلخيصه 2 / 37 . [2] فتح الباري في شرح البخاري 10 / 30 . [3] فتح الباري في شرح صحيح البخاري 9 / 268 .
330
نام کتاب : دراسات في منهاج السنة لمعرفة ابن تيمية ، مدخل لشرح منهاج الكرامة نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 330