نام کتاب : دراسات في منهاج السنة لمعرفة ابن تيمية ، مدخل لشرح منهاج الكرامة نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 162
وفي هذه المسألة أيضا بذل ابن تيمية سعيا حثيثا في المغالطة وتشويش ذهن القارئ ، لكنه بالتالي يصرح بأنه قال ما لا يعتقد ، إنه نص بعد كلام له طويل : " وبالجملة ، فنحن ليس مقصودنا هنا نصر قول من يقول : القرآن قديم ، فإن هذا القول أول من عرف أنه قاله في الإسلام أبو محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب ، واتبعه على ذلك طوائف ، فصاروا حزبين : حزبا يقول : القديم هو معنى قائم بالذات ، وحزبا يقول : هو حروف أو حروف وأصوات . وقد صار إلى كل من القولين طوائف من المنتسبين إلى السنة من أصحاب مالك والشافعي وأحمد وغيرهم ، وليس هذا القول ولا هذا القول قول أحد من الأئمة الأربعة ، بل الأئمة الأربعة وسائر الأئمة متفقون على أن كلام الله منزل غير مخلوق . . . لكن اشتهر النزاع فيها في المحنة المشهورة لما امتحن أئمة الإسلام ، وكان الذي ثبته الله في المحنة وأقامه لنصر السنة هو الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى ، وكلامه وكلام غيره في ذلك موجود في كتب كثيرة ، وإن كان طائفة من متأخري أصحابه وافقوا ابن كلاب على قوله : إن القرآن قديم ، فأئمة أصحابه على نفي ذلك وأن كلامه قديم ، بمعنى أنه لم يزل متكلما بمشيئته وقدرته . . . وأحمد وغيره من السلف يقولون : إن الله تعالى يتكلم بصوت ، لكن لم يقل أحد منهم : إن ذلك الصوت المعين قديم " [1] . أقول : أولا : إذا لم يكن ابن تيمية يقصد نصرة هذا القول فلماذا هذه التطويلات ؟ وثانيا : إنه يقر بأن القول المذكور هو لطوائف من أهل السنة ، فما ذكره