نام کتاب : دراسات في منهاج السنة لمعرفة ابن تيمية ، مدخل لشرح منهاج الكرامة نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 141
الدعاء ، وتعرج الملائكة والروح إليه ، ويعرج محمد - صلى الله تعالى عليه وسلم - إليه ، وتنزل الملائكة من عنده ، وينزل منه القرآن ، ونحو ذلك من اللوازم التي نطق بها الكتاب والسنة وما كان في معناها . قيل له : لا نسلم انتفاء هذا اللازم " [1] . ويقول : " وقد بسط الكلام على هذه الأمور في مواضع ، وبين أن ما ينفيه نفاة الصفات التي نطق بها الكتاب والسنة من علو الله على خلقه وغير ذلك ، كما أنه لم ينطق به كتاب ولا سنة ولا قال بقولهم أحد من المرسلين ولا الصحابة والتابعين ، فلم يدل عليه أيضا دليل عقلي ، بل الأدلة العقلية الصريحة موافقة للأدلة السمعية الصحيحة . . . وأما الرسل - صلوات الله عليهم أجمعين - فيثبتون إثباتا مفصلا وينفون نفيا مجملا ، يثبتون الصفات على التفصيل وينفون عنه التمثيل ، وقد علم أن التوراة مملوأة بإثبات الصفات التي تسميها النفاة تجسيما ، ومع ذلك فلم ينكر رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - وأصحابه على اليهود شيئا من ذلك ، ولا قالوا : أنتم تجسمون ، بل كان أحبار اليهود إذا ذكروا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - شيئا من الصفات أقرهم الرسول ، وذكر ما يصدقه ، كما في حديث الحبر الذي ذكر له إمساك الرب للسماوات والأرض المذكور في تفسير قوله تعالى ( وما قدروا الله حق قدره ) الآية . وقد ثبت ما يوافق حديث الحبر في الصحاح عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه ، من حديث ابن عمر وأبي هريرة وغيرهما ، فلو قدر أن النفي حق فالرسل لم تخبر به ولم توجب على الناس اعتقاده وواجبه ، فقد علم بالاضطرار أن دينهم مخالف لدين النبي صلى الله