نام کتاب : دراسات في منهاج السنة لمعرفة ابن تيمية ، مدخل لشرح منهاج الكرامة نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 140
سنة بذلك في حق الله لا نفيا ولا إثباتا ، وكذلك لم ينطق بذلك أحد من الصحابة والتابعين لهم بإحسان وسائر أئمة المسلمين من أهل البيت وغير أهل البيت ، فلم ينطق أحد منهم بذلك في حق الله لا نفيا ولا إثباتا " [1] . فهذه هي المرحلة الأولى . . . فيكون النافي للجسمية عن الله تعالى مخالفا للكتاب ، والسنة ، ولإجماع الصحابة والتابعين ، ولإجماع أهل البيت . . . إذن ، ليس لأحد - لا من الشيعة ولا من السنة - أن يقول بنفي الجسمية عن الله عز وجل [2] . بل يصرح بأن النفي - كالإثبات - بدعة ، فيقول : " والكلام في وصف الله بالجسم نفيا وإثباتا بدعة ، لم يقل أحد من سلف الأمة وأئمتها إن الله ليس بجسم ، كما لم يقولوا إن الله جسم " [3] . وفي المرحلة الثانية . . . يقول منكرا على من يذم المجسمة : " وأما ذكر التجسيم وذم المجسمة ، فهذا لا يعرف في كلام أحد من السلف والأئمة ، كما لا يعرف في كلامهم أيضا القول بأن الله جسم أوليس بجسم ، بل ذكروا في كلامهم الذي أنكروه على الجسمية نفي الجسم " . فهذا الكلام ميل إلى الإثبات ، وإلا فإنه يناقض كلامه السابق ، في أن النفي والإثبات كليهما بدعة . ثم يقول : " وإن قال : يستلزم أن يكون الرب يشار إليه برفع الأيدي في
[1] منهاج السنة 2 / 527 . [2] والحال أن الروايات الواردة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام في تنزيه الله سبحانه عن الجسمية كثيرة جدا ، فراجع خطب أمير المؤمنين في ( نهج البلاغة ) و ( كتاب التوحيد ) لابن بابويه ، و ( الكافي ) للكليني وغيرها . [3] الفتاوي 5 / 192 .
140
نام کتاب : دراسات في منهاج السنة لمعرفة ابن تيمية ، مدخل لشرح منهاج الكرامة نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 140