نام کتاب : دراسات في منهاج السنة لمعرفة ابن تيمية ، مدخل لشرح منهاج الكرامة نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 132
والتنزيه ؟ . . ثم يمضي ابن تيمية في تقرير معاني التشبيه . . فيقول : " . . وحديث ابن مسعود إذا تكلم الله بالوحي سمع له صوت كجر السلسلة على الصفوان . . وهو موقوف على ابن مسعود كما ذكره الدارقطني " [1] . ويقول : " . . وحديث الزهري قال : لما سمع موسى كلام ربه قال : يا رب هذا الكلام الذي سمعته هو كلامك ؟ قال : نعم يا موسى هو كلامي ، وإنما كلمتك بقوة عشرة آلاف لسان ، ولي قوة الألسن كلها ، وأنا أقوى من ذلك ، وإنما كلمتك على قدر ما تطيق بذلك ، ولو كلمتك بأكثر من ذلك لمت . قال : فلما رجع موسى إلى قومه قالوا : صف لنا كلام ربك ، فقال : سبحان الله وهل أستطيع أن أصفه لكم ؟ فقالوا : فشبهه ، قال ، أسمعتم الصواعق التي تقبل في أحلى حلاوة سمعتموها ، فكأنه مثله . فقوله : إنما كلمتك بقوة عشرة آلاف لسان ، أي لغة . ولي قوة الألسن كلها ، أي اللغات كلها ، وأنا أقوى من ذلك ، فيه بيان أن الكلام بقوة الله وقدرته ، وأنه يقدر أن يتكلم بكلام أقوى من كلام . وهذا صريح في قول هؤلاء كما هو صريح في أنه كلمه بصوت . . . وكان يمكنه أن يتكلم أقوى من ذلك الصوت وبدون ذلك الصوت " [2] . ولا ندري لم عدل ابن تيمية عن الظاهر - على غير عادته - وفسر قوة الألسن باللغة ، ولكن هذا لا ينفي التشبيه ، بل يكاد تعبيره ينفح بالجارحة ، فهل اللغات إلا حروفا ولهجات ؟ ومن العجيب أن ابن تيمية لم يقل - كعادته في جدله
[1] شرح العقيدة الأصفهانية : 28 . [2] الفتاوى الكبرى 5 / 107 .
132
نام کتاب : دراسات في منهاج السنة لمعرفة ابن تيمية ، مدخل لشرح منهاج الكرامة نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 132