نام کتاب : دراسات في منهاج السنة لمعرفة ابن تيمية ، مدخل لشرح منهاج الكرامة نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 131
الأعضاء والأفعال بما لا يكاد يحصى مما هو ممتنع عليه مع نفي التشبيه ، وأن يوصف بالنقائص التي لا تجوز عليه مع نفي التشبيه ، وكما لو قال المفتري يأكل لا كأكل العباد ويشرب لا كشربهم ، ويبكي ويحزن لا كبكائهم ولا حزنهم ، كما يقال يضحك لا كضحكهم ويفرح لا كفرحهم ويتكلم لا ككلامهم ، ولجاز أن يقال : له أعضاء كثيرة لا كأعضائهم ، كما قيل : له وجه لا كوجوههم ، ويدان لا كأيديهم حتى يذكر المعدة والأمعاء والذكر وغير ذلك ، مما يتعالى الله عز وجل عنه سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا . . " [1] . إذن ، التسليم بالاشتراك في المعنى العام وهو الصوت والحرف ، ثم القول بأنه لا كالأصوات ولا كالحروف . . هذا لا ينفي التشبيه وإن ادعى صاحبه ذلك . . لأن ما سلم به هو معنى من معاني الحدوث ، فكأنه يقول حادث لا كالحوادث . . وهذا تناقض صريح . . باعتبار ما أقر به ابن تيمية نفسه . ثم نسأل ابن تيمية : هل هناك وجه لمخالفة صوته ( تعالى الله عن ذلك ) لأصواتنا ؟ . . . هنا يجيب ابن تيمية . . . يقول : " . . إن صوت الله لا يشبه أصوات الخلق ، لأن صوت الله يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب " [2] . فلا وجه إذا للمخالفة . . . غير أن صوته يسمع من قرب كما يسمع من بعد . . ولا ندري ماذا يكون موقف ابن تيمية فيما توصل إليه البشر من تقريب الأصوات حتى سمعت من بعد كما سمعت من قرب بوسائل الإعلام والاتصال الحديثة ، هل كان يصر على رأيه بأن السماع من بعد كالسماع من قرب كاف في المخالفة للحوادث
[1] الرسالة التدمرية : 88 . [2] شرح العقيدة الأصفهانية : 28 .
131
نام کتاب : دراسات في منهاج السنة لمعرفة ابن تيمية ، مدخل لشرح منهاج الكرامة نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 131