نام کتاب : دراسات في منهاج السنة لمعرفة ابن تيمية ، مدخل لشرح منهاج الكرامة نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 124
إلى حادث محقق إلا وبعده حادث مقدر ، فأين دعوى عدم تناهي ما دخل تحت الوجود في جانب الماضي من دعوى عدم تناهي ما لم يدخل تحت الوجود في المستقبل ؟ " [1] . ويقول أبو الحسن تقي الدين السبكي : " . . وأما الحشوية ، فهي طائفة رذيلة جهال ينتسبون إلى أحمد ، وأحمد مبرأ منهم ، وسبب نسبتهم إليه أنه قام في دفع المعتزلة ، وثبت في المحنة رضي الله عنه ، ونقلت كليمات ما فهمها هؤلاء الجهال فاعتقدوا هذا الاعتقاد السئ ، وصار المتأخر منهم يتبع المتقدم إلا من عصمه الله ، وما زالوا من حين نبغوا مستذلين ليس لهم رأس ولا من يناظر ، وإنما كانت لهم في كل وقت ثورات ويتعلقون ببعض أتباع الدول ويكفي الله شرهم . وما تعلقوا بأحد إلا كانت عاقبته إلى سوء ، وأفسدوا اعتقاد جماعة شذوذ من الشافعية وغيرهم ، ولا سيما بعض المحدثين الذين نقصت عقولهم ، أو غلب عليها من أضلهم فاعتقدوا أنهم يقولون بالحديث . ولقد كان أفضل المحدثين في زمانه بدمشق ابن عساكر يمتنع من تحديثهم ولا يمكنهم أن يحضروا مجلسه ، وكان ذلك أيام نور الدين الشهيد وكانوا مستذلين غاية الذلة . ثم جاء في أواخر المائة السابعة رجل له فضل ذكاء واطلاع ، ولم يجد شيخا يهديه ، وهو على مذهبهم وهو جسور متجرد لتقرير مذهبه ، ويجد أمورا بعيدة فبجسارته يلتزمها ، فقال بقيام الحوادث بذات الرب سبحانه وتعالى ، وأن الله سبحانه ما زال فاعلا ، وأن التسلسل ليس بمحال فيما مضى كما هو فيما سيأتي ، وشق العصا وشوش عقائد المسلمين ، وأغرى بينهم ، ولم يقتصر ضرره على