نام کتاب : دراسات في منهاج السنة لمعرفة ابن تيمية ، مدخل لشرح منهاج الكرامة نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 123
يزل متكلما إن شاء ، بمعنى أن الكلام صفة قديمة ، وأنه تعالى يكلم أنبياءه متى شاء بدون حرف ولا صوت بالوحي ومن وراء حجاب ، أو بإرسال رسول ، وهو متكلم خالق قبل أن يكلم الرسل ويخلق الخلق ، كما صرح بذلك غلام الخلال من قدماء الحنابلة في المقنع . وأما عثمان بن سعيد الدارمي السجزي مؤلف النقض على المريسي فكان فيما سبق لا يخوض في صفات الله سبحانه كما هو طريقة السلف . . ثم انخدع بالكرامية وأصبح مجسما مختل العقل عند تأليفه المذكور ، وهو حقيق بأن يكون قدوة للناظم . . ونسجل هنا على الناظم اعتقاده قيام الحوادث بذات الله سبحانه وتعالى ، واعتقاده أن هذه الحوادث لا أول لها . وإني ألفت نظر حضرة القارئ إلى هذه العقيدة ، وهل تتفق مع دعوى أنه إمام دونه كل إمام ؟ بل هل تتفق هذه العقيدة مع دعوى أنه في عداد المسلمين ؟ " [1] . ويقول : " اتفقت فرق المسلمين سوى الكرامية وصنوف المجسمة على أن الله سبحانه منزه عن أن تقوم به الحوادث وأن تحل به الحوادث . . وأن يحل في شئ من الحوادث ، بل ذلك مما علم من الدين بالضرورة . ودعوى أن الله لم يزل فاعلا متابعة منه للفلاسفة القائلين بسلب الاختيار عن الله عز وجل ، وبصدور العالم منه بالإيجاب ، ونسبة ذلك إلى أحمد والبخاري وغيرهما من السلف كذب صريح وتقول قبيح ، ودعوى أن تسلسل الحوادث في جانب الماضي تصور غير محال لا يصدر ممن يعي ما يقول ، فمن تصور حوادث لا أول لها تصور أنه ما من حادث محقق إلا وقبله حادث محقق ، وأن ما دخل بالفعل تحت العد والإحصاء غير متناه . وأما من قال بحوادث لا آخر لها ، فهو قائل بأن حوادث المستقبل لا تنتهي