نام کتاب : دراسات في منهاج السنة لمعرفة ابن تيمية ، مدخل لشرح منهاج الكرامة نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 122
شاءه ويقدر عليه " [1] . وهنا يمكن الرد على ابن تيمية بما أقره . . . لقد أقر بأن الله منزه عن النقائص ولكن يقوم به ما شاءه ويقدر عليه . . . ونحن نسأله : هل هناك حوادث متصفة بالكمال الذي يليق بالله . . كمال لا يلحقه نقص . . حتى تجيز قيام هذا النوع من الحوادث بذات الله تعالى ؟ كلا ، ولو سلمنا جدلا بهذه المقدمة الخاطئة التي لا تستند إلى شئ من العقل أو الشرع . . فإن عجز كلامه يرد عليه . . . لقد قال : ولكن يقوم به ما شاءه ويقدر عليه . وهل المشاء إلا مخلوقا ؟ وهل المقدور إلا مخلوقا ؟ وهنا سؤال آخر : هل المخلوق كامل أم ناقص ؟ لا شك أن المخلوق ناقص مفتقر إلى غيره بدليل أنه مشاء وأنه مقدور . إن دعوى ابن تيمية هي : قيام الحوادث بذات الله تعالى . . وبعبارة أخرى : قيام المخلوق بذات الله تعالى ( لأن الحادث مخلوق ) . . وبعبارة ثالثة : قيام الناقص بالله الكامل . . وبعبارة رابعة : اتصاف الله الكامل بالناقص . . وهكذا . إن الكامل لا يحل به نقص أبدا . . وإلا تنافى كونه كاملا . . ولكان حادثا . . والله تعالى منزه عن الحدوث . . فجواز اتصاف الكامل بالناقص خلف إذ يكون كاملا لا كاملا . . وهذا باطل ، فيستحيل أن تقوم الحوادث بالله تعالى ، إذ يستحيل أن يقوم به ناقص ويتصف به . ويقول الكوثري : " . . نسبة القول بقيام الفعل الحادث بالله سبحانه إلى أحمد وجعفر الصادق وابن عباس رضي الله عنهم ، نسبة كاذبة وفرية مكشوفة . وقول أحمد : إن الله لم