نام کتاب : دراسات في منهاج السنة لمعرفة ابن تيمية ، مدخل لشرح منهاج الكرامة نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 114
جهة فوق فهو محدث ومحتاج إلى تلك الجهة " فقال : " فمن فهم عن الكرامية وغيرهم من طوائف الإثبات أنهم يقولون : إن الله محتاج إلى العرش فقد افترى عليهم " ثم قال : " وإذا كان الله فوق العرش لم يجب أن يكون محتاجا إليه ، فإن الله قد خلق العالم بعضه فوق بعض ، ولم يجعل عاليه محتاجا إلى سافله ، فالهواء فوق الأرض وليس محتاجا إليها ، وكذلك السحاب فوقها وليس محتاجا إليها ، وكذلك السماوات فوق السحاب والهواء والأرض وليست محتاجة إلى ذلك ، والعرش فوق السماوات والأرض وليس محتاجا إلى ذلك ، فكيف يكون العلي الأعلى خالق كل شئ محتاجا إلى مخلوقاته لكونه فوقها عاليا عليها " [1] . ولا يخفى ما فيه من الدلالة على الجهة ، حيث أبدل لفظ " على العرش " بلفظ " فوق العرش " من قياس الخالق على المخلوق ، وهو باطل . . . لكن " الجهة " بالمعنى اللغوي المعروف تستلزم أمورا مستحيلة على الله ، لذلك شرع في محاولة يائسة يتنحل المعاذير ، وفي مغالطة فاشلة يتكلف الأقاويل ، فيقول : " وقد قدمنا أن لفظ " الجهة " يراد به أمر موجود وأمر معدوم ، فمن قال إنه فوق العالم كله لم يقل إنه في جهة موجودة إلا أن يراد بالجهة العرش ، ويراد بكونه فيها أنه عليها . . . " [2] . لكن " الجهة منها أمر وجودي ومنها أمر عدمي " لم يرد عن السلف ولا عن غيرهم ، وقد قرر هو أن " إطلاق لفظ الجهة نفيا وإثباتا بدعة " ! ! ولو سلمنا جدلا كون " الجهة " كما ذكر ، فالذي أثبته كونها أمرا وجوديا ،
[1] منهاج السنة 1 / 263 . [2] منهاج السنة 1 / 264 .
114
نام کتاب : دراسات في منهاج السنة لمعرفة ابن تيمية ، مدخل لشرح منهاج الكرامة نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 114