نام کتاب : دراسات في منهاج السنة لمعرفة ابن تيمية ، مدخل لشرح منهاج الكرامة نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 111
يظن من قوله تعالى عن القبط ( وإنا فوقهم قاهرون ) ركوب القبط على أكتاف بني إسرائيل ، مع إمكان ركوب جسم على جسم ، وكيف يتصور ذلك في الله تعالى المنزه عن الجسم ولوازم الجسمية ، واعتبار ذات الله فوق عباده فوقية مكانية إلحاد ليس من مدلول الآية في شئ . وكون ذاته جل جلاله فوق إحدى السماوات فوقية مكانية وفوق كل مكان فوقية مكانية مثل ما قيل في الزيغ ، وأين في القرآن ما يوهم ذلك . . " [1] . وقال : " . . . هذا ، ولم يرد لفظ الجهة في حديث ما ، بل قال أبو يعلى الحنبلي في ( المعتمد في المعتقد ) : ولا يجوز عليه الحد ولا النهاية ، ولا قبل ولا بعد ولا تحت ولا قدام ولا خلف ، لأنها صفات لم يرد الشرع بها ، وهي صفات توجب المكان . ولعله آخر مؤلفاته ، بدليل أن امتحانه في الصفات كان سنة 429 قبل وفاته بنحو ثلاثين سنة . فمن أثبت له جهة فقد أثبت له أمثالا وأشباها ، مع أنه لا مثل له ولا شبيه ، قال تعالى ( ليس كمثله شئ ) وقال تعالى ( أفمن يخلق كمن لا يخلق ) . فلعائن الله على من يثبت له تعالى ما لم يثبت له الكتاب ولا السنة ، من الجهة ونحوها " . " . . . ولم يقع ذكر الجهة في حق الله سبحانه في كتاب الله ، ولا في سنة رسوله ، ولا في لفظ صحابي أو تابعي ، ولا في كلام أحد ممن تكلم في ذات الله وصفاته من الفرق ، سوى أقحاح المجسمة . . . وأتحدى من يدعي خلاف ذلك أن يسند هذا اللفظ إلى أحد منهم بسند صحيح ، فلن يجد إلى ذلك سبيلا ، فضلا عن أن يتمكن من إسناده إلى الجماهير بأسانيد صحيحة . . . " [2] .
[1] الرد على النونية : 39 . [2] الرد على النونية : 101 و 102 .
111
نام کتاب : دراسات في منهاج السنة لمعرفة ابن تيمية ، مدخل لشرح منهاج الكرامة نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 111