responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دراسات في منهاج السنة لمعرفة ابن تيمية ، مدخل لشرح منهاج الكرامة نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني    جلد : 1  صفحه : 109


بينا أن لجمعها من التأثير في الإيهام والتلبيس على الأفهام ما ليس لآحادها المتفرقة ، وإنما هي كلمات لهج بها عليه السلام في جميع عمره في أوقات متباعدة ، وإذا اقتصر منها على ما في القرآن والأخبار المتواترة رجعت إلى كلمات يسيرة معدودة ، وإن أضيفت إليها الأخبار الصحيحة فهي أيضا قليلة ، وإنما كثرت الروايات الشاذة الضعيفة التي لا يجوز التعويل عليها ، ثم ما تواتر منها وصح نقلها عن العدول فهي آحاد كلمات ، وما ذكر صلى الله عليه وسلم كلمة منها إلا مع قرائن وإشارات يزول معها إيهام التشبيه . . وقد أدركها الحاضرون المشاهدون ، فإذا نقل الألفاظ مجردة عن تلك القرائن ظهر الإيهام . وأعظم القرائن في زوال الإيهام المعرفة السابقة بتقديس الله تعالى عن قبول الظواهر ، ومن سبقت معرفته بذلك كانت تلك المعرفة ذخيرة له راسخة في نفسه مقارنة لكل ما يسمع ، فينمحق معه الإيهام انمحاقا لا يشك فيه . . ويعرف هذا بأمثلة :
إنه صلى الله عليه وسلم سمى الكعبة بيت الله تعالى ، وإطلاق هذا يوهم عند الصبيان وعند من تقرب درجتهم منهم أن الكعبة وطنه ومثواه . ولكن العوام الذين اعتقدوا أنه في السماء وأن استقراره على العرش . . ينمحق في حقهم هذا الإيهام على وجه لا يشكون فيه . فلو قيل لهم ما الذي دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى إطلاق هذا اللفظ الموهم المخيل إلى السامع أن الكعبة مسكنه ، لبادروا بأجمعهم وقالوا : هذا إنما يوهم في حق الصبيان والحمقى ، أما من تكرر على سمعه أن الله مستقر على عرشه فلا يشك عند سماع هذا اللفظ أنه ليس المراد به أن البيت مسكنه ومأواه ، بل يعلم على البديهة أن المراد بهذه الإضافة تشريف البيت ، أو معنى سواه غير ما وضع له لفظ البيت المضاف إلى ربه وساكنه . . . أليس كان اعتقاده أنه على العرش قرينة أفادته علما قطعيا بأنه ما أريد بكون الكعبة بيته أنه مأواه ، وأن هذا يوهم في حق من لم يسبق إلى هذه العقيدة ؟

109

نام کتاب : دراسات في منهاج السنة لمعرفة ابن تيمية ، مدخل لشرح منهاج الكرامة نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني    جلد : 1  صفحه : 109
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست