نام کتاب : دراسات في منهاج السنة لمعرفة ابن تيمية ، مدخل لشرح منهاج الكرامة نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 107
هذا كثيرة ، فقس على ما ذكرناه ما لم نذكره " [1] . . . وقد أثبت الفخر الرازي القرينة اللفظية التي تمنع من إرادة المعنى الظاهر . . . قال في الفصل الخامس في تفاريع مذهب السلف وهي أربع : " . . ( الفرع الرابع ) إنه كما لا يجوز الجمع بين متفرق ، فكذلك لا يجوز التفريق بين مجتمع ، فقوله تعالى ( وهو القاهر فوق عباده ) لا يدل على جواز أن يقال : إنه تعالى فوق ، لأنه لما ذكر " القاهر " قبله ظهر أن المراد بهذه الفوقية : الفوقية بمعنى القهر لا بمعنى الجهة ، بل لا يجوز أن يقال وهو القاهر فوق غيره بل ينبغي أن يقال فوق عباده ، لأن ذكر العبودية عند وصف الله تعالى بالفوقية يدل على أن المراد من تلك الفوقية فوقية السيادة والإلهية . . . . واعلم أن الله تعالى لم يذكر لفظ المتشابهات إلا وقرن بها قرينة تدل على زوال الوهم الباطل . . مثاله أنه تعالى قال : ( الله نور السماوات والأرض ) ذكر بعده آية قرآنية فأضاف النور إلى نفسه . ولو كان تعالى نفس النور لما أضاف النور إلى نفسه . لأن إضافة الشئ إلى نفسه ممتنعة ، ولما قال تعالى ( الرحمن على العرش استوى ) ذكر قبله ( تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العلى ) . . وبعده ( له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى ) فقد ذكر أن هاتين الآيتين تدلان على أن كل ما كان مختصا بجهة الفوقية مخلوق محدث " [2] . . . ثم إن الواجب أن ينظر إلى القرآن الكريم ككل ، فإذا ما قرأنا آيات التنزيه كقوله تعالى ( ليس كمثله شئ ) وقوله تعالى : ( قل هو الله أحد الله