القاعدة . . ولولا ذلك لانهارت حياة الناس ، واختلط الحابل بالنابل ، ولم يعد لهم ما يحل مشاكلهم على صعيد الخطاب الذي يدخل في صميم حياتهم ، وعليه تدور أمور معاشهم ومعادهم . وبه وعلى أساسه يكون الأخذ والعطاء ، والفصل في القضاء . والخلاصة : أنه لا ريب في وجود ما هو قطعي الدلالة في اللغة العربية ، ووجود ما هو ظاهر في دلالته ، فلا يضر وجود الاحتمال الضعيف الذي لا يلتفت إليه العقلاء ولا يقدح في حجية ظاهره وفي الإلزام ولزوم الالتزام به . وإذا كانت بعض الكلمات أو التعابير القليلة لا تأبى احتمالات أخرى في معناها فإن بالإمكان تجنبها والتزام غيرها مما لا يعاني من هذه المشكلة ، إلا إذا أريد للكلام أن يكون على درجة من الابهام والإجمال لأكثر من سبب . ومهما يكن الحال ، فإن ثمة نظاماً عاماً يلتزمه الناس في مجال الخطاب في مختلف جهات حياتهم ، وإنما يعتنى بالاحتمالات ، وتقبل في دائرة التداول ما دامت خاضعة لهذا النظام العام ، فإذا تجاوزت حدوده وخطوطه سقطت وأهملت ، واستبعدت من دائرة الاهتمام والتداول . ولولا ذلك ، لانسد باب المعرفة على الناس ، ولم تقم عليهم حجة ، وكان اعتبار فعل المعصوم وقوله وتقريره حجة ودليلاً على الأحكام والحقائق الدينية بلا معنى ولا فائدة . 3 - إن وجود احتمالات متعددة للكلام أو للفعل يحتم أن يبقى الناس في دائرة تلك الاحتمالات . . ولا يجوز لهم أن يتعدوها إلى آراء أخرى يخترعونها من عند أنفسهم . . 4 - قوله : " إن الإسلام لا يملك الدخول إلى أفكار الناس بطريقة غيبية " . غير مقبول أيضاً فإن الإسلام يقول : ليس العلم بالتعلم ، إنما هو نور يقع في قلب من يريد الله تبارك وتعالى أن يهديه [1] . وقال تعالى :