نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 473
وهذا التقصير - بنظره - لا بد أن ينتهي إلى الحرمان من النعم الجلّى ، التي يترصّدها ، حينما لا يصل إلى درجات تؤهله لتقبلها ، وكذلك الحال بالنسبة إلى نفوذ دعائه وحجبه عن أن يستنزل العطايا الإلهية الكبرى ، أو يرتفع به إلى مقامات سامية يطمع بها ، ويطمح إليها . . كما أن النبي والوصي قد يجد نفسه غير متمكن من العصم التي يريد لها أن تكون منطلقاً قوياً يدفع به إلى ما هو أعلى وأسمى ، وأجل . وبعبارة أخرى : إنهم يرون : أن عملهم هو من القلّة والقصور بحيث يوجب حجب الدعاء ، ووقوعهم بالبلاء ، ومن حيث إنه غير قادر على النهوض بهم بصورة أسرع وأتم ليفتح لهم تلك الآفاق التي يطمحون لارتيادها ، ما دام أن شوقهم إلى لقاء الله يدعوهم إلى الطموح إلى طي تلك المنازل بأسرع مما يمكن تصوره . فما يستغفر منه الأنبياء والأوصياء ، وما يعتبرونه ذنباً وجرماً . . إنما هو في دائرة مراتب القرب والرضا وتجليات الألطاف الإلهية . . وكل مرتبة تالية تكون كمالاً بالنسبة لما سبقها ، وفي هذه الدائرة بالذات يكون تغيير النعم ، ونزول النقم ، وهتك العصم الخ . . بحسب ما يتناسب مع الغايات التي هي محطّ نظرهم عليهم السلام . والخلاصة : إن كل فئة من هؤلاء إنما تقصد الاستغفار والتوبة تطبيقاً للمعنى الذي يناسب حالها ، وموقعها وفهمها ووعيها ، وطموحاتها وخصوصيات شخصيتها ، وحياتها وفكرها وواقعها الذي تعيشه ، أي أنهم يقرؤون الأدعية ويفهمونها ، ويقصدون من تطبيقات معانيها ما يناسب حال كل منهم ، وينسجم مع معارفهم ، وطموحاتهم . . ولكنها على كل حال أدعية مرسومة على البشر كلهم ، وللبشر كلهم . لفت نظر وأخيراً . . فإننا نلفت القارئ الكريم إلى الأمور التالية : أولاً : إن إنكار البعض أن يكون دعاء النبي ( ص ) أو الإمام ( عليه السلام ) تعليمياً ، ليس في محله ، إذ لا ريب في أن ثمة أدعية قد جاءت على سبيل التعليم للناس ، وبالأخص بعض الأدعية التي تعالج حالات معينة كالأدعية التي لبعض الأمراض أو لدفع الوسوسة أو لبعض الحاجات ، وما إلى ذلك . . أو تريد بيان التشريع الإلهي للدعاء في مورد معين وقد لا يكون النبي ( ص ) أو الإمام ( عليه السلام ) مورداً لذلك التشريع لسبب أو لآخر . . ثانياً : قوله إن الإمام إنما يدعو الله من حيث هو إنسان ، لا يحل المشكلة ، فإنه
473
نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 473