responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 471


ويعرف أيضاً : بعمق أنه المحل الأعظم لتلك النعم ويعرف عظمتها وتنوعها في مختلف جهات وجوده ويجد ويحس بآثارها في جسده ، وفي روحه ونفسه ، وكيف أن كل ذرّة في الكون مسخرة لأجله ، ولأجل البشر كلهم حسبما صرّح به القرآن الكريم ، ويعرف الكثير من أسرار ملكوت الله سبحانه . .
وخلاصته أن النبي والولي يحس أكثر من كل أحد بقيمة وعظمة واتساع النعم التي يفيضها الله عليه .
فلا غرو إذن إذا كان يرى نفسه - مهما فعل - مذنباً ، ومقصراً لعدم قيامه بواجب الشكر لذلك المنعم العظيم . . بل هو يبكي . . ويبكي من أجل ذلك ، ولا يكف عن بذل الجهد . . وحين يقال :
يا رسول الله ما يبكيك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك ، وما تأخر ؟ نجده يقول : أفلا أكون عبداً شكوراً .
ونوضح ذلك بالمثال ، فنقول : إن من يريد تقديم هدية لسلطان أو ملك ، فإنه قد لا يجد فيما يقدمه ما يناسب جلال السلطان وأبهة الملك ، فيرى نفسه مقصراً فيما قدّمه إليه . . بل ومذنباً في حقه . . تماماً كما كان لسان القبّرة التي أهدت لسليمان جرادة كانت في فيها ، وذلك لأن الهدايا على مقدار مهديها .
وواضح أن حال المعصوم مع الله تختلف عن حالنا ، فهو يعرف الله حق معرفته ، ولأجل ذلك فإن عبادته له ليست خوفاً من ناره ولا طمعاً في جنته ، بل لأنه يراه أهلاً للعبادة ، فهو يعبده عبادة العارفين ، والعالمين . . كما أنه يعرف أيضاً أن موقعه يجب أن يكون موقع العبودية التامة ، والخالصة ، لأنه واقف على حقيقة ذاته في ضعفه ، وفي واقع قدراته ، وحقيقة قصوره وحاجته إليه في كل آن ، كما هو واضح لا يحتاج إلى مزيد بيان . . ويرى نفسه مذنباً في هذا التقصير . . وقد يجر عليه ذلك فقدان لطف الله به ، وهتك العصم التي يكون بها قوته وثباته ، ثم قطع الرجاء ، وحبس الدعاء . . الخ .
ثالثاً : وبتقريب آخر نقول : إن نسيج الأدعية والأذكار حين يراد له أن يكون دعاءً أو ذكراً مرسوماً للبشر كلهم بجميع فئاتهم ، ومختلف طبقاتهم

471

نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 471
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست