responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 444


" وهنا يكمن سؤال : ماذا تعني هذه الآية في تقييم شخصية النبي محمد ( ص ) فهل كان يضعف أمام التحديات ، لتجئ هذه الآية وأمثالها من أجل أن تقوّي ضعفه ، أو تُسند له موقفه ، أو تخفف عنه أحزانه ، وتطيب به نفسه ، وتزيل عنه آلامه ؟ وهل جاءت في أجواء التأنيب الإلهي له ، أو ماذا ؟ .
والجواب عنه : إن الآية ليست في مورد الحديث عن الحالة الواقعية الفعلية التي كانت تحيط بموقف النبي ( صلى الله عليه وآله ) أو تمثل شخصيته ، بل كانت في مورد تقييم الطبيعة الموضوعية لما يمكن أن تثيره التحديات التعجيزية في الحالة الإنسانية من ضعف يبحث دائماً عن الهروب ، مما يمكن أن يحطم شخصيته أو يسيء إلى موقعه ، أو يتعقد من ذلك ، فيتحول إلى مخلوق مختنق بأزمته ، وربما كان هذا السبب هو السر في الإتيان بكلمة ( لعل ) التي توحي بإمكانية الموضوع ، لما تختزنه مثل هذه الأمور من نتائج على مستوى الانفعالات الإنسانية ، في مواجهة عوامل الإثارة .
وبذلك يمكن أن تكون الآية عاملاً وقائياً يريد الله به حماية النبي ( ص ) من الوقوع في مثل هذه التجربة ، أو الخضوع لهذا الانفعال ، أو تكون عملية إيحائية للعاملين - من خلال النبي - ألا يستسلموا لهذه الحالة ، لو واجهوا مثلها ، انطلاقا من فهمهم لطبيعة الدور الذي أوكله الله إليهم من الدعوة إلى سبيله بالوسائل الواقعية المألوفة ومما يجعلهم لا يعيشون الضعف في مواجهة هذه التحديات ، لأنهم لا يعتبرونها تحدياً لدورهم أو لقدرتهم الطبيعية ، بل كل ما هنالك ، أنها التحدي لما يتوهمه أولئك من دور ، دون ارتكاز إلى علم أو إيمان " [1] .
وقفة قصيرة ونقول :
1 - إن دلالات كلمات هذا البعض ترسم للقارئ طرفاً من الصورة التي تعيش في ذهنه لأنبياء الله - صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين - ، وليس هذا المورد الذي نحن بصدد الحديث عنه إلا أحد المفردات الكثيرة التي تجسد هذا المعنى ، وتؤكده .
فقد استهل كلامه بالإشارة إلى أن الآية الشريفة : لا تتحدث عن حالة واقعية



[1] من وحي القرآن : الطبعة الثانية دار الملاك ، ج 12 ، ص 31 .

444

نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 444
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست