responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 378


غيرني الزمان إلى الحالة التي لم يبق لي معها شيء من الحيوية تماما كالعود اليابس الذي لا خضرة فيه ولا حياة ، فكيف أن أهب الحياة لغيري في مثل هذه الظروف المستحيلة . وكأن زكريا قد فوجئ بأمر لم يكن منتظرا لأنه لم يحسب أن المسألة تتم بمثل هذه السهولة ، وأن الدعاء يستجاب بهذه السرعة ، وأن ما كان مستحيلاً في نظره أصبح واقعاً في حياته . . وربما كان يتصور أن دعاءه بالولد يدخل في نطاق التمنيات التي يتحدث بها الإنسان إلى ربه ، من دون أن يكون له طمع كبير في حصولها ، لا لأنه يشك في قدرة الله على ذلك بل لأنه لا يعتقد أن الله يتدخل في الأمور بشكل غير عادى لمصلحة شخص معين ، بعد أن جعل الحياة كلها خاضعة للسنن الكونية في وجود الأشياء وفي حركتها العامة والخاصة . . وهذا هو ما جعل السؤال ينطلق منه فيما يشبه الصراخ العنيف ، فيما توحي به الآية ( قال كذلك قال ربك ) وهذا هو ما سمعه من الصوت الخفي الذي كان يتحدث إليه من دون أن يرى أحدا أمامه . . فليس هو الله الذي كان يكلمه بل هو شخص آخر غير الله ، قد يكون ملكاً ، أو يكون أي شيء آخر ( هو عليً هيّن ) فلن يصعب على الله أن يبدع الحيوية فيك وفي زوجتك لتستطيعا إنجاب ولد ، بعد هذا العمر الطويل ( وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا ) فكيف تواجه المسألة بما يشبه المفاجأة . .
وربما أراد زكريا أن يعيش الطمأنينة القلبية التي توحي إليه بأن هذا الوحي الذي يلقى إليه ، بالواسطة ، فيما يسمع من صوت ، لا يرى صاحبه ، هو وحي الله فأراد أن يستوثق لقناعته ، فطلب آية لا يستطيع غير الله أن يحققها ، لأنها تتصل بوحدانية القدرة لديه .
( قال رب أجعل لي آية ) ترتاح إليها نفسي ويطمئن لها قلبي ، فأعرف أن هذه البشارة ، المعجزة ، هي منك ، وحدك ، لا من غيرك لتكون المعجزة في حياتي هي الدليل على المعجزة القادمة و ( قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا ) وذلك بأن يحتبس لسانك فلا تقدر على النطق في هذه المدة ، من دون علة أو صدمة ، ولكن بقدرة الله ، فتلك هي الآية المطلوبة في الدلالة على أن كل ما بك وما ينتظرك فهو من الله " [1] .
وقفة قصيرة إن هذا البعض يطرح أمورا لم نعرف ما هي المبررات لطرحه لها بهذه الطريقة ، فنلاحظ ما يلي :



[1] من وحي القرآن : الطبعة الأولى ، ج 15 ص 16 - 18

378

نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 378
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست