responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 370


يضلّون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب ) [1] .
وقفة قصيرة قد ذكر العلامة الطباطبائي أن أكثر المفسرين يقولون : إن الخصمين كانا من الملائكة ، وأيّد رحمه الله ذلك ببعض الشواهد ، فلم يكن هناك نعجة ولا متخاصمان في عالم المادة ، لأن القضية إنما هي في ظرف التمثل ، ولا تكليف هناك ، فلا توجد خطيئة ولا حكم ، ولا غير ذلك في عالم الشهود . .
وأما على قول بعض المفسرين من أن المتخاصمين كانا بشرا ، فينبغي أن يؤخذ قوله تعالى : ( لقد ظلمك ) الآية . . . قضاء تقديريا ، أي إنك مظلوم لو لم يأت خصمك بحجةٍ بيّنة [2] .
وإنما ذلك للحفاظ على ما قامت عليه الحجة من طريقي العقل والنقل : أن الأنبياء معصومون بعصمة من الله ، لا يجوز عليهم لا كبيرة ولا صغيرة ، على أن الله صّرح قبل هذا بأنّه آتاه الحكمة ، وفصل الخطاب ، ولا يلائم ذلك خطأه في القضاء [3] .
ولو أغمضنا النظر عمّا قاله العلاّمة الطباطبائي فإننا نقول :
1 - إن افتراض الخطأ في ما جرى لداود ( ع ) على النحو الذي يقوله ذلك البعض ، معناه عدم مصداقيّة كونه أسوة وقدوة ، ومعناه أنه يحكم بين الناس بغير الحق ، وأنه يتبع الهوى في أحكامه مما ترتب عليه آثار سلبية باعترافه هو نفسه ، لكنه قال إنها غير أكيدة ، مع أن الله سبحانه قد قال عن داود : ( . . وشددنا ملكه ، وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب ) ثم تلتها الآيات التي تتحدث عن نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب وذلك يشير إلى أن الآيات التي تحدثت عن قضية النعاج التسعة والتسعين لم يرد الله منها تخطئة داود ( ع ) ، فان من آتاه الله فصل الخطاب - الذي هو تفكيك الكلام الحاصل من مخاطبة واحد لغيره ، وتمييز حقه من باطله ، وينطبق على القضاء - لا يعقل أن يخطئ في نفس ما آتاه الله إيّاه .
أضف إلى ما تقدّم : أن دعوى : كون داود ( ع ) قد استعجل في الحكم انسياقا



[1] سورة ص الآية 17 - 26 .
[2] فكأنه قال له : أرأيت لو كنا واحتكمنا إليك . . فقال له انك مظلوم لو لم يأت خصمك بحجة بينة .
[3] راجع : تفسير الميزان ج 17 ص 193 - 194 ، وراجع تنزيه الأنبياء ص 127 - 130 .

370

نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 370
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست