responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 360


فإن هذا الكلام يمثل إخباراً غيبياً عن ضمير يونس ، وعن خلجات قلبه ، كما أنه يمثل إدانة خطيرة له ، فلماذا يسيء الظن ولا يحسنه بهذا النبي الفاني في الله ، والباذل نفسه ، وكل حياته ووجوده في سبيله ؟ ! أم أن الله أطلعه على قلب نبيه بعد آلاف السنين ، فانبرى ليخبرنا بهواجسه واهتماماته ، وبنجواه ، وخلجات قلبه ، وما فيه إدانة بل إهانة له ؟ !
إننا نعتقد أن جميع الأنبياء لا يفكرون بمصالحهم كأشخاص ، وإنما يفكرون في مستقبل الرسالة ، ويخططون له ، ويتحملون مسؤولياتهم في ذلك .
3 - أضف إلى ذلك : أن هذا البعض قد جزم بأن يونس ( عليه السلام ) قد خرج من دون أن يستأذن الله في ذلك ، أو ينتظر ما يحدث لقومه ، ولا ندري من أين ، وكيف جاز له الجزم بهذا الخبر التاريخي وهو الذي لا يقبل بخبر الواحد ، بل يشترط التواتر أو كل ما يفيد الجزم واليقين بالأخبار التاريخية سواء من حيث السند أو من حيث الدلالة . .
كما أننا قد قلنا فيما ذكرناه سابقاً من قصة يونس ( ع ) : إن قومه هم الذين كانوا يرونه آبقاً منهم وإننا لننزه ساحته وهو النبي المعصوم عن أن يعمل عملاً من تلقاء نفسه ، ومن دون أن يتحقق من رضا الله سبحانه وتعالى فيه ، فإن ذلك مما ينافي انقياده لله سبحانه ، ويخلّ بأهليته لمقام النبوة والرسالة . .
4 - إننا نعتقد : أن الأنبياء لا يقومون بتجارب في حقل الدعوة إلى الله سبحانه ، لأن هذا التعبير ( تجربة - تجارب ) له إيحاءات سيئة - وهو يؤمن بالإيحاءات ، وكتابه موضوع على أساسها - لا مجال للالتزام بها ، من حيث إنه يختزن أن من يمارس التجربة لا يملك المعرفة التامة بجدوى ودقة ما يقوم به . . كما أنه يختزن معنى الخطأ في إصابة الواقع . .
إن الأنبياء لا يقومون بتجارب ، وإنما يعملون بوظيفتهم الشرعية التي لا يشكون في أنها المعالجة الصحيحة والدقيقة . . غير أن حالة استكبار قومه - كما هو الحال في استكبار إبليس - وجحودهم ، هو الذي يمنع من أن يؤثر هذا البلسم الشافي أثره .
5 - وقول هذا البعض :

360

نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 360
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست