responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 359


لكل ملهوف ، والمفرج عن كل مهموم ومكروب . . وليس لي غيرك اسأله كشف ضري والنظر في أمري ، فأنت ربي وسيدي ومولاي وملاذي في كل الأمور ، ( سبحانك ( إذ يختزن قلبي وعقلي ووجداني الإحساس بعظمتك في كل مواقع العظمة في مجالات التصور ، وفي حركة القدرة في الواقع ، في مظاهر الخلق والإبداع . . فيتحول ذلك إلى تسبيح منفتح خاشع مبتهل إلى الله ، ( إني كنت من الظالمين ( فقد ظلمت نفسي في تحركي ، أو تقصيري في سبيل الدعوة ، من غير قصد ، ولا عمد ، وها أنذا - يا رب - راجع إليك بكل قلبي وعقلي وحياتي ، لتتقبلني بكل لطفك ورضوانك ورحمتك ، ولتكشف عني في كل أجواء الحيرة والغم التي تغمرني بالآلام والمشاكل ، فهل تستجيب لي ؟ إنك أنت الذي تستجيب كل الدعوات لمن دعاك " [1] .
وقفة قصيرة ونقول :
1 - إن ثمة إصلاحاً طرأ على عبارة هذا البعض وهو : أنه كان قد جزم في الطبعة الأولى من كتابه " من وحي القرآن " بأن الله سبحانه قد اعتبر ما فعله يونس تهرباً من المسؤولية ، لكنه في هذه الطبعة قال : قد لا يكون ذلك تهرباً من المسؤولية .
ولعله قد ظن أن الناس سوف يعتبرونه قد اصلح وتراجع عن مقولته السابقة ، الظاهرة في الإخلال بالعصمة للأنبياء . .
ولكن الحقيقة هي أن ما فعله هنا قد اظهر إصراره الشديد على الطعن بعصمتهم ( عليهم السلام ) حيث قد نبهنا في الأبحاث السابقة لهذا الكتاب - وربما أكثر من مرة - إلى أن احتمال صدور المخالفة من النبي لا ينسجم ولا يجتمع مع اليقين بعصمته ، مهما كان ذلك الاحتمال ضعيفاً ، حتى ولو بنسبة واحد بالمئة . . فإن عبارة : " قد لا يكون ذلك تهرباً " تعني أن احتمال أن يكون تهرباً ، لا يزال باقياً أيضاً . ولا يحتمل في حق المعصوم أن يتهرب من المسؤولية في أي من الظروف والأحوال ، لأن احتمال ذلك في حقه معناه : أننا لسنا على يقين من عصمته . . وذلك واضح . .
2 - من أين علم هذا البعض : أن يونس لم ينطلق للتفكير بالمستقبل في آفاق الدعوة إلى الله ، التي تعمل على أن تطل على الآفاق الواسعة من عقل الإنسان وروحه وقلبه ، لتنتظر منه إنفتاحة إيمان ، ويقظة روح ، وخفقة قلب - على حد تعبيره ؟ !



[1] من وحي القرآن : ج 15 ، ص 258 و 259 .

359

نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 359
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست