responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 352


معنى الإباق ، تماما كما هو إباق العبد من مولاه " [1] .
ثم هو يقول :
" نستوحي من هذه القصة الخاطفة : أن الله قد يبتلي الدعاة المؤمنين ، من عباده ورسله ، فيما يمكن أن يكونوا قد قصّروا فيه ، أو تهربوا منه من مسؤوليات .
وأن الداعية قد يضعف أمام حالات الفشل الأولى ، أو أوضاع الضغط القاسية ، أو مشاكل الظروف الصعبة ، كنتيجة لفكرة انفعالية سريعة ، أو لشعور حاد غاضب .
ثم يلطف الله بهم بعد أن يتراجعوا عن ذلك ، ويرجعوا إليه ، فينجيهم من بلائه ، ويحوطهم بنعمائه ، ويسبغ عليهم من ألطافه وآلائه ، لئلا يتعقد الخطأ ، أو الانفعال في شخصيتهم ، لينطلقوا إلى الحياة من روحية الصفاء الروحي ، والنقاء الشعوري ، من جديد ، ليبدؤا الدعوة من حيث انتهوا ، ويتابعوا المسيرة بعزم ، وقوة ، وإخلاص .
ثم نلتقي في أعماق الموقف بالابتهالات الخاشعة الخاضعة لله في روحية الإحساس بالعبودية ، التي يشعر المؤمن معها بأن الله يلتقيه في مواقع الإنابة ، مهما كانت الخطايا والذنوب ، وأن الخطأ لا يتحول إلى عقدة ، بل يتحول إلى فرصة للقاء بالله من جديد ، في مواقع التوبة الحقيقية الخالصة ، التي يبدأ فيها التائب تاريخا جديدا ، وصفحة بيضاء من حياته " [2] .
وقفة قصيرة إننا قبل أن نتعرض لشرح الآيات الخاصة بنبي الله يونس عليه الصلاة والسلام ، نشير إلى أمرين :
أحدهما : إن ذلك البعض - حسبما أسلفنا - قد استوحى من قصة يونس ( ع ) أمورا ترتبط بما يبتلي الله به الدعاة من عباده ورسله ، وذلك يعني : أن ما استوحاه من قصة هذا النبي ظهر له من قصته ، وأنه مما ابتلي به هذا النبي نفسه ، وذلك يعني أنه يمكن أن ينال جميع الأنبياء الآخرين ، كما أنه قد قرر إمكانية ابتلاء الدعاة المؤمنين من عباد الله ورسله ، بمثل ما ابتلى الله يونس ، فيما يمكن أن يكونوا قد قصّروا فيه ، أو تهربوا منه من مسؤوليات . . وها نحن هنا نذكر النقاط التي استوحاها ، وهي التالية :



[1] من وحي القرآن : الطبعة الأولى ، ج 19 ص 241 .
[2] من وحي القرآن : الطبعة الأولى ، ج 15 ص 284 .

352

نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 352
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست