نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 341
استجابة لذلك الإحساس ، كما همّت به ، ولكنه توقف ثم تراجع . . ورفض الحالة بحزم وتصميم ، لأن المسألة عنده ليست مسألة تصور سابق ، وموقف متعمد ، وتصميم مدروس ، كما هي المسألة عندها ، ليندفع نحو خط النهاية ، كما اندفعت هي ، ولكنها كانت مسألة انجذاب جسدي يشبه التقلص الطبيعي ، والإندفاع الغريزي . . إنها لحظة من لحظات الإحساس ، عبّرت عن نفسها ثم ضاعت وتلاشت أمام الموقف الحاسم ، والعقيدة الراسخة ، والقرار الحازم . . المنطلق من حساب دقيق لموقفه من الله ، فيما ينطلق فيه من عقيدة ، وفيما يتحرك فيه من خط ، وفيما يقبل عليه من عقاب الله ، لو أطاع إحساسه . . وهذا ما عبر عنه قوله تعالى : ( لولا أن رأى برهان ربّه . . ( ، فيما تعنيه كلمة " البرهان " من الحجة في الفكرة التي تقوده إلى وضوح الرؤية ، فتكشف له حقيقة الأمر ، فيحس ، بعمق الإيمان ، أنه لا يملك أية حجة فيما يمكن أن يقدم عليه ، بل الحجة كلها لله . . وربما كان جوّ هذه الآية هو جوّ قوله تعالى : ( إن الذين اتقوا إذا مسّهم طائف من الشيطان تذكّروا فإذا هم مبصرون . . ( وقد نستوحي ذلك من مقابلة كلمة ( همّ بها ) ، لكلمة ( همّت به ) فقد اندفعت إليه بكل قوة وضراوة واشتهاء ، فحركت فيه قابلية الاندفاع . . وكاد أن يندفع إليها لولا يقظة الحقيقة في روحه ، وانطلاقة الإيمان في قلبه . . وبذلك كان الموقف اليوسفي ، فيما هو الإنجذاب ، وفيما هو التماسك والتراجع والإنضباط ، مستوحى من الكلمة ، ومن الجوّ الذي يوحي به السياق معا " [1] . وقفة قصيرة إن آيات القرآن الكريم لا تؤيد ما ذكره هذا البعض ، إن لم نقل : إنها تدل على عدم صحته . ونحن نبين المراد من الآيات الشريفة بمعزل عما ذكره ذلك البعض ، فنقول : 1 - إننا قبل كل شيء هنا نذكر سؤالا وجه إلى ذلك البعض ، وأجاب عليه . . والسؤال والجواب هما كما يلي : س : إذا نوى الإنسان أن يفعل فعلا سيئا مثلا ، وصمم أن يرتكب فاحشة الزنا فهل يحاسب هذا الإنسان وكيف يمكن أن نتخلص من مقولة ( إنما الأعمال بالنيات ) إذا كان الجواب بالنفي ؟ " ج : المعروف أن الإنسان لا يحاسب على نيته إذا لم يحولها إلى واقع فالإنسان
[1] من وحي القرآن : الطبعة الأولى ، ج 12 ص 206 - 208 .
341
نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 341